الأربعاء، 21 نوفمبر 2007

كاسترو: نعم أنا نجم


وداعا نورمان ميلر


تسابقت الجرائد الأمريكية والبريطانية وغيرها إلى نعي الكاتب الأمريكي الكبير نورمان ميلر الذي توفي عن أربعة وثمانين عاما يوم السبت قبل الماضي نتيجة فشل كلوي.


اشتهر ميلر، الروائي غزير الإنتاج، بمواقفه السياسية الصارمة، ومقالاته التي ظل يكتبها حول أهم ما وقع من أحداث على مدار الستين عاما الماضية، مدليا بدلوه في قضايا لا تبدأ بالنسوية ولا تنتهي بحرب العراق. ولم تطغ هذه الشهرة التي حققتها مقالاته السياسية وتعليقاته الفكرية على شهرته كروائي مهم استهل حياته الروائية في عام 1948 برواية "العاري والميت" التي كتبها عن تجربته كجندي في الجيش الأمريكي في الفلبين، وهي الرواية التي اعتبرت واحدة من أفضل الروايات الأمريكية فيما بعد الحرب العالمية الثانية.


ولد نورمان ميلر في عام 1923 بولاية نيوجيرسي، أي أنه كان في الخامسة والعشرين من عمره عندما حقق مكانة أدبية مرموقة، أهلته فيما بعد للفوز بجائزة بوليتزر مرتين عن "جيوش الليل" عام 1969، و"أغنية الجلاد" عام 1980.
كانت حياة ميلر الشخصية مثيرة للجدل بقدر ما كانت كتابته كذلك، فقد تزوج الرجل ست مرات، وأنجب تسع أبناء، ومن أهم فضائحه الشخصية قيامه ـ وهو مخمور ـ بتسديد طعنة إلى زوجته الثانية! وبرغم زيجاته العديدة ـ وربما بسببها ـ كان له موقف من النسوية عبر عنه على شاشات التليفزيون حين حذر من أن "النساء على وشك أن يسيطرن على العالم".



كتب ميلر عام 2003 يقول إن "جزءا من العداء المنصب على الرئيس بوش له علاقة بكلمة "الشر" ...فهي كلمة لا تحظى بأي قدر من الاحترام. كما أن كلمة الشر تعد بين أكثر الألغاز غموضا. فلو كان من الصعب على الفلاسفة تحديد ما هو الخير، فإن من الأصعب تعريف الشر. ولكن بوش يفرط في استخدام الكلمة ليحتشد من خلفه الجهلة. وليس أدل على ذلك من قياسه المنطقي: 11/9 شر. صدام شر. الشر كله مترابط. إذن، حرب العراق".





نشرت صحيفة الجارديان البريطانية في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي مقتطفا من السيرة الذاتية للرئيس الكوبي فيدل كاسترو، البالغ من العمر واحدا وثمانين عاما، والذي يعد أطول حكام العالم الحاليين بقاء في الحكم. المقتطف الذي نشرته الجارديان هو حوار بين كاسترو وإجناسيو رامونيت:


كاسترو: نعم أنا نجم







ـ الذين ينتقدون الثورة يلومونك أنت فقط، إنهم يتكلمون عن "كوبا كاسترو".


ـ هؤلاء ينزعون إلى الشخصنة، يجعلون مني ممثلا، وكأنما لم يكن للشعب وجود. ملايين البشر ممن يناضلون دفاعا عن الثورة، مئات الآلاف من الأطباء، ومن ذوي المهن المختلفة، أولئك الذين يزرعون، وينتجون ويدرسون، هؤلاء الناس لا وجود لهم. لا وجود إلى لذلك الرجل الشرير المدعو كاسترو.


لا يمكنك أن تتخيل كم المرات التي وقعت فيها أوتوجرافات. حين أقابل الأمريكيين الذين يأتون إلى هنا ويتكلمون معي ... أحيانا يشهد اللقاء الواحد خمسين شخصا، يقدمون لي باقة من الزهور أو شيئا ما، ولا يمكن أن تصدق عدد الكتب والبطاقات والأشياء التي أضع توقيعي عليها وعدد الصور التي أسمح لهم بالتقاطها وكمية الفلاشات التي تجعل المرء لا يكاد يرى. لذلك أظن أنني أشبه بشخصية غريبة غير حقيقية ...

ـ نجم؟


ـ نعم، شخص لا بد لك أن تسرع، لكي تقول فيما بعد "انظروا، هذه صورة لي مع فلان الفلاني".
ولكنني لوام لنفسي. عندما أفرط في الكلام، أو يخرج من فمي شيء فيه قليل من الزهو، أقسو على نفسي، أقسو كثيرا. على المرء أن يكون رقيبا على نفسه.

على مدار السنين، وبدلا من أن يجعلني النفوذ والسلطة تدريجيا شخصا مغرورا مزهوا ... كل يوم، في ظني، يقل الغرور، يقل التباهي، يقل الرضا عن النفس. أتعرف، إنه نضال المرء ضد غرائزه. أعتقد أن التعليم أو التعليم الذاتي الصلب الدءوب هو الذي يحول حيوانا صغيرا إلى إنسان.

ـ في رأيك كيف سيحكم عليك التاريخ؟


ـ ذلك شيء لا يستحق أن أشغل به نفسي. نابليون كان يتحدث عن لا جلوار ـ كان طول الموقت مشغولا بالمجد. طيب، اسم نابليون في كثير من البلدان اليوم لصيق بالكونياك أكثر منه بكل تلك الأفعال التي قام بها الجنرال والإمبراطور. لذلك اقول لنفسي، لم تشغل بالك؟

ـ هل سبق لك أن فكرت في التقاعد؟


ـ نعرف جميعا أن الزمن يمر والطاقة البشرية تتضاءل. ولكني سأقول لك ما قلته من قبل للرفاق في الجمعية الوطنية عام 2003، عندما انتخبوني رئيسا لمجلس الدولة. قلت لهم: "أرى الآن أن قدري هو ألا آتي إلى العالم لأستريح في نهاية حياتي". ووعدتهم أن أكون معهم، إن شاءوا، طالما استدعت الضرورة، وطالما رايت أن بي نفعا. لا يقل ذلك دقيقة، ولا يزيد ثانية.

كل عام، أخصص المزيد من الوقت للثورة .. أحسب أنني أعطيها المزيد من اهتمامي، لأن خبرة المرء قد زادت، ولأن المرء تأمل كثيرا، وفكر كثيرا. أفلاطون قال في الجمهورية إن العمر المثالي لتقلد مناصب الحكم هو ما بعد الخامسة والخمسين. في رأيي أنا، وبحسب أفلاطون، العمر المثالي ينبغي أن يكون في الستين. وأتخيل أن الستين في زمن أفلاطون تساوي الثمانين اليوم ...

ـ ما أخبار صحتك؟


ـ أنا بخير. بشكل عام، أشعر أني بخير، والأهم أني أشعر أنني مفعم بالطاقة، ممتلئ بالحماسة للأشياء. أشعر أنني بخير تماما سواء جسمانيا أو ذهنيا. ولا شك أن عادة ممارسة التدريبات ساهمت في ذلك، فممارسة التدريبات في رأيي لا تساعد العضلات فقط، وإنما تساعد الذهن أيضا، لأن التدريبات لها تأثير على الدورة الدموية، ووصول الأوكسجين إلى الخلايا، بما فيها خلايا المخ.

ـ في عام 2005 أعلنت المخابرات المركزية الأمريكية أنك مصاب بالشلل الرعاش. أي تعليق لك على هذا؟


ـ لا بد أن يعتبر ذلك اعترافا منهم بما عجزوا طويلا عن القيام به: اغتيالي. لو كنت رجلا مغرورا، لامتلأت فخرا لقول هؤلاء البلهاء الآن إن عليهم الانتظار إلى أن أموت. إنهم يختلقون في كل يوم قصة جديدة، كاسترو أصابه كيت، كاسترو أصيب بكذا. وآخر ما أتوا به هو أنني مصاب بهذا الشلل الرعاش. ثم إنه ليس مهما إذا كنت مصابا بالشلل الرعاش، فقد كان البابا يوحنا بولس الثاني مصابا به وكان يسافر في جميع أرجاء العالم لسنوات لا أعرف عددها.

ـ إذا حدث لهذا السبب أو ذاك أن وافتك المنية، سيكون شقيقك راؤول خليفتك لا شك؟

ـ لو وقع لي شيء غدا، ستنعقد الجمعية الوطنية وتنتخبه ـ لا يوجد أدنى شك. ولكنهناك مشكلة جيلية أيضا. فلقد كنا محظوظين ـ نحن الذين قمنا بالثورة ـ بأننا عمَّرنا عبر ثلاثة أجيال. كانت هناك دائما صلات وثيقة مع الشباب والطلبة.
إن أملي كبير للغاية، لأنني أرى بوضوح أن هؤلاء الذي أسميهم الجيل الرابع سيمتلكون من المعرفة ثلاثة أو أربعة أمثال ما كان لدينا في الجيل الأول.

ـ تظن إذن أن عصا القيادة سوف تنتقل بدون متاعب؟

ـ في اللحظة الحالية، لن توجد أية مشكلة من أي نوع، وفيما بعد أيضا. لأن الثورة غير قائمة على عبادة شخص. ليس من المتصور في المجتمع الحديث أن يقوم الناس بعمل أشياء مدفوعين بإيمان أعمى بالزعيم. الثورة قائمة على مبادئ. والأفكار التي ندافع عنها هي ـ ومنذ وقت طويل ـ أفكار تؤمن بها الأمة كلها.

ـ أنت رجل يحتل موضع إعجاب لدى الكثيرين، لكن آخرين يتهمونك بأنك دكتاتور قاس ...

ـ لا أفهم سبب وصفي بالدكتاتور. ما الدكتاتور؟ هو شخص يتخذ منفردا قرارات مستبدة، ويقوم بأفعال بعيدا عن المؤسسات، وبعيدا عن القانون ولا يوجد له من كابح إلا رغباته الخاصة ونزواته. في هذه الحالة يمكن اتهام البابا يوحنا بولس الثاني المعارض الدائم للحرب بالدكتاتورية، في حين يعتبر الرئيس بوش أكثر الحكام ديمقراطية. وهذه هي الطريقة التي تعامله بها الدول الصناعية في أوربا، دون إدراك لأن بوسع بوش أن يتخذ أبشع القرارات بدون استشارة مجلس النواب أو الشيوخ، أو حتى وزرائه. حتى أباطرة الرومان لم تكن لهم سلطة كسلطة رئيس الولايات المتحدة!
أنا لا أتخذ القرارات منفردا. بل إن هذه ليست حكومة رئاسية. فلدينا مجلس للدولة، ووظائفي كزعيم تقع داخل سياق اجتماعي. لي سلطة بالطبع، ولي نفوذ، لأسباب تاريخية، ولكنني لا أصدر الأوامر ولا أحكم بالأمر.

ـ وماذا عن تهمة القسوة؟

ـ أنا بالفعل أظن أن شخصا كرس حياته كلها لمحاربة الظلم، والقهر من أي نوع كان، وإنقاذ حياة الآخرين، والقتال من أجل غيره، وممارسة التضامن والحث عليه، أظن كل ذلك لا يتسق مع القسوة.

كل هذه الدعاية قائمة على الكراهية والأكاذيب. كيف يستطيع أحد أن يقول إن شخصا واحدا تعرض للتعذيب في كوبا؟ هنا، لم يتعرض شخص واحد للسجن لكونه منشقا أو لأنه يرى الأمور على غير ما تراها الثورة. محاكمنا تصدر على الناس أحكام السجن بموجب القانون وتحاكم الأفعال المناهضة للثورة. وعلى مدار التاريخ، وفي كل العصور، كانت الأحكام التي تصدر بحق من يجعلون أنفسهم في خدمة قوة أجنبية مناهضة لأمتهم أحكاما بالغة الجدية.

فكرة أننا في كوبا نسجن البشر لاعتناقهم أفكارا مغايرة لأفكار الثورة هي فكرة بالغة السخف. نحن هنا نعاقب على الأفعال، لا على الأفكار.

ـ هل توافق على أن الإرهاب هو أكبر خطر يهدد العالم اليوم؟


ـ لقد أدانت كوبا الجريمة التي ارتكبت في الحادي عشر من سبتمبر، وأكدنا مرارا على إدانتنا للإرهاب بشتى أشكاله. فإذا بالولايات المتحدة تضع كوبا ضمن الدول الراعية للإرهاب، ولكن كوبا لن تتيح أراضيها أبدا لأعمال إرهابية تستهدف شعب الولايات المتحدة أو أي بلد آخر.

إنني أوافق على أن الإرهاب خطر كبير يهدد العالم اليوم، ولكنني أومن أن الإنسانية تواجه تهديدات أخرى لا تقل جسامة وخطورة: التدمير المتسارع للبيئة، تعمق الفقر، نقص الرعاية الصحية. وإلى كل ذلك يضيف المرء مخططات الهيمنة وسياسات السيطرة المتغطرسة التي تطمح من خلالها القوة العظمى الوحيدة إلى أن تحكم الكوكب.

ـ في 2005، أعلنت "حربا شاملة" على مشكلات معينة تواجهها كوبا مثل السرقة من الدولة وسوء توزيع المخصصات المالية

ـ صحيح. لقد دعونا الأمة بكاملها إلى المشاركة في معركة كبيرة ضد جميع أشكال السرقة كبيرة كانت أو صغيرة. وذلك لأن لدينا عشرات وعشرات من الطفيليين الذين لا ينتجون شيئا ومع ذلك يزدادون ثراء. ينبغي على المرء أن يرى مدى تجذر هذه الرذائل، وكم الاختلاسات التي تحدث، وكيف يقوم الناس بتبديد الموارد، والطريقة التي تتعرض بها الأشياء للسرقة.

ـ ألا تعتقد أن هيكلية كوبا القائمة على الحزب الواحد لم تعد تناسب التعقد المتنامي في المجتمع؟

ـ في كثير من الدول، يتحول النظام الانتخابي التقليدي الكلاسيكي عديد الأحزاب إلى اختبار للشعبية لا اختبار للكفاءة. حيث ينتهي الأمر بالشعب وقد انتخب الشخص الأحب، الشخص الأقدر على مخاطبة الجماهير، بل الشخص الأجمل صورة، الأفضل إعلانا عن نفسه في التليفزيون أو الصحافة أو الإذاعة. أو الشخص الذي يملك أكبر قدر من الأموال المخصصة للدعاية، وتلك في النهاية هي القاعدة الأكثر عملية.

ـ هل يوجد فساد على مستوى القيادة الكوية؟

ـ حدث هذا مع بعض المسئولين الذين كانوا يتفاوضون مع شركات أجنبية قوية، واتخذنا بعض الإجراءات. ولكن الحل لم يكن سهلا.

بالنسبة لي، صدقني، أنا لا أملك شيئا، عندي بيزوات قلائل، فبعد دفع الأموال التي كانت موجودة منذ العام الأول للثورة في مقابل الخدمات، وهي غير قليلة، لا يتبقى لك سوى القليل. لا زلت أحصل على نفس الراتب الذي طالما حصلت عليه، ومنه أدفع اشتراك الحزب، والكثير منه للسكن، وهذا تدفعه كل شهر ... ليس عندي شيء، بصورة فعلية. لدي ما أحتاجه، وما أحتاجه قليل.

باعتبار أن كل 25 بيسو تساوي دولارا أمريكيا، يبلغ راتبي الشهري ثلاثين دولارا. ومع ذلك فقد وضعوني مرتين حتى الآن على قائمة أغنى أغنياء العالم. ولا أعرف لماذا يفعلون ذلك، ما الذي يحاولون تحقيقه، إنه شيء سخيف. إنني لا أملك سنتا واحدا.

ولسوف أموت فخورا بأنني لا أملك قرشا من عملة صعبة. لقد تلقيت عروضا بالملايين لكتابة مذكرات أو تأليف كتب، ولكني رفضت.




ـ السيجار؟


ـ أبي هو الذي أعطاني أول سيجار في حياتي. لا بد أنني كنت في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرةأ. تذكر أنني دخنت ذلك السيجار الأول دون أن أعرف كيف يتم تدخينه. لكنني لحسن الحظ لم أسحبه إلى صدري، ومع ذلك فالمرء يمتص بعض النيكوتين حتى إذا لم يسحب شيئا. دخنت كثيرا في حياتي. حتى جاء يوم، منذ عشرين عاما، وقررت أن أتوقف. لم يحملني أحد على ذلك. فقط قررت أن أتوقف عن التدخين. رأيت أن التخلي عن تلك العادة تضحية ضرورية، من أجل خير البلد وصحة الشعب.


استمعت كثيرا إلى من يتكلمون عن ضرورة النضال الجماعي ضد البدانة، والحياة السكونية والتدخين، فاقتنعت بأن التضحية النهائية التي ينبغي أن أقوم بها نيابة عن الشعب الكوبي ومن أجل صحته تتمثل في التوقف عن التدخين.
كن قدوة. أقلعت عن التبغ، ولم أشعر بالرغبة فيه قط.

ـ توني بلير؟

ـ رأيت بلير مرة واحدة، في اجتماع لمنظمة الصحة العالمية في جينيف.
كان يسير مختالا، تياها بنفسه، كأنما ينظر إلى الناس من فتحتي أنفه. تبادلنا كلمات قليلة، موجزة ولكنها حادة. كان يتكلم عن عمالة الأطفال فقلت له "اسمعني، فهمت أنك تتكلم عن عمالة الأطفال في العالم، ولكنني أعرف أن في إنجلترا مليوني طفل يعملون".

قلت ذلك بكل هدوء، أحسب أنه تصور كلامي مجرد وقاحة من نكرة، من قملة، من شخص من العالم الثالث لا يفقه شيئا.

ـ ارتداء الزي العسكري؟

ـ قبل كل شيء، أرتديه لأسباب عملية، فمع الزي العسكري لا أكون مضطرا لعقد ربطة عنق كل صباح ... يجنبني مشكلة اختيار أية بذلة أرتدي، أي قميص، وأية جوارب، بحيث تتسق جميعا مع بعضها البعض. لا أرتدي البذلة إلا في مناسبات شديدة الخصوصية، بعض المؤتمرات الدولية، حينما يأتي البابا، أو الالتقاء برئيس دولة.

الزي الخاص بي بالغ البساطة. وعندي آخر أكثر رسمية أرتديه في بعض المناسبات مع قميص وربطة عنق.

ـ حمل المسدس؟


ـ بما أن الإخوان في المخابرات المركزية الأمريكية لا يزالون يفكرون في أشياء ـ مثل محاولات الاغتيال وما إلى ذلك ـ فلكم أن تتخيلوا أنني أحمل سلاحا، سلاحا جاهزا للاستخدام. معي مسدس براوننج 15 طلقة. لقد أطلقت الكثير من الرصاص في حياتي، وكنت مصوبا ماهرا، محظوظا وحسب، ولا أزال.

ـ الطريق الثالث؟


ـ قرأت كتاب أنطوني جيدنز الذي يحتوي نظرية خرج منها ما شاع باسم "الطريق الثالث"، ولم أجد فيه شيئا من "الطريق الثالث" لم أجد غير الطريق الذي لا طريق سواه أمام كل خائن لحزبه وعقيدته. أو يمكن أن أراه مضادا لدولة الأمن الاجتماعي التي حققها الأوربيون: تقليل الموارد للمتقاعدين، تقليل معونة للعاطلين لأن المعونة تحول العاطلين إلى حفنة من المتشردين الكسالى ـ بحسب ما ترى هذه النظرية ـ الذين لن يعملوا، ومن ثم فعليك أن تجبرهم بطريقة ما على العمل. أما أنا فأرى أنه فعلا لا بد من توعية الناس وتعليمهم، ولكن ليس إجبارهم.

ـ اغتيال جون كينيدي؟


ـ الأمر كله بالغ الغرابة. من واقع الخبرة التي جنيتها في إطلاق الرصاص، لا أستطيع أن أتخيل أنه باستخدام بندقية مزودة بتلسكوب كالتي كان يستخدمها "لي هارفي أوزوولد" يمكن الإطلاق ثم التعبئة ثم الإطلاق من جديد خلال ثوان قليلة. لأنك حينما تطلق من خلال التلسكوب، إذا تحرك السلاح أقل حركة يضيع منك الهدف. أما أن يطلق شخص بلا خبرة النار ثلاث مرات بدقة بالغة فذلك أمر شديد الصعوبة. ما تقوله الرواية الرسمية ببساطة غير ممكن ـ ليس الأمر مجرد بُم بُم بُم.

الشيء الآخر الذي لا أستطيع أن استوعبه هو أنه بمجرد الإمساك بأوزوولد، إذا بذلك الرجل النبيل طيب الروح جاك روبي في سورة حزن تملكته وأمام الشرطة والكاميرات يرديه قتيلا. لا أظن أن شيئا كهذا قد حدث في أي مكان آخر.

ـ ماو؟


ـ أتمنى لو كنت قبلت ماو. لم يكن ذلك ممكنا بسبب كل تلك المشكلات والاختلافات التي نجمت عن الصراع الصيني السوفييتي. لا بد من إفراد مكان لماو تسي تونج بين أعظم واضعي الاستراتيجيات السياسية، وأعظم القادة العسكريين في جميع الحقب. لا أستطيع أن أنسى الرسالة التي أذيعت بعد وفاته والتي طلب فيها من الصين والاتحاد السوفييتي أن يقوما بتنحية السلاح وتوحيد القوى.

هناك تعليق واحد:

  1. ياكلب ياحمار عامل أيه أنت والباشا آدم يارب يكون رباك كويس وعرف يعلمك الادب لأن أنت نقص ربايه صح تمشى بدون تليفون ولارسالة ولاأى شىء المهم المدام عامله أيه والباشا آدم وبلاش أنت لانك ولامؤخذة عامل زى العيال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ المم السلام عليكم وسوف أكتب لك تانى ياابن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    ردحذف