الأربعاء، 12 مارس 2014

القدس ... مثلما تراها القطط

القدس ... مثلما تراها القطط

جوسيب نوفاكوفيتش*



توقعت أن أصادف في القدس كلابا أكثر مما أصادف من قطط، إذ لا ذكر في الإنجيل للقط المحلي، والسبب فيما يبدو أنه كان يعد حيوانا وثنيا، إلها معبودا في مصر، وللتنفير من الوثنية (وحقا ما أسهل الانغماس في الوثنية الماكرة)، بوعد بين القط والنص المقدس. في المقابل، كان النبي محمد يحب القطط، وذات مرة قطع كم ثوبه لكي لا يوقظ قطته مويزة Meuzza التي كانت نائمة فيه ومضى بهدوء. والشك العربي في الكلاب أسطوري. لذلك افترضت أن إسرائيل سوف تكون مقسومة وفقا لخط آخر، فالكلاب في القدس، والقطط في رام الله.
وتعزيزا لرأيي المتحيز ذلك، قالت لي صديقة لبنانية من صيدا اسمها فرح إنها تكره دولة إسرائيل لأنها قتلت قطتها.
قلت "لا أصدق هذا".
"بل حدث. حينما قاموا بغزو جنوب لبنان قبل سنوات قتلوا قطتي".
"رأيتهم وهم يطلقون عليها الرصاص؟"
"لا، ولكن بعدما ذهب الجنود، كانت هرتي الحبيبة قد اختفت. لعلهم أطلقوا عليها الرصاص".
"وتقيمين مواقفك السياسية بناء على هذا، على ضياع قطتك".
"نعم"
ولما قابلت فرح في مونتريال ذات شتاء بدت فيه غريبة غربة حروف هيروغليفية براقة وسط ندف جليد الأبجدية اللاتينية، طلبت مني أن أدع قطتها تجالس قطي "بوشكين" الأسود غزير الفراء لأن قطتها تعيش بغير قط منذ وقت طويل، نجحت فرح خلاله أن تصبح أستاذا لشئون الشرق الأوسط في جامعة ميشيجن.
ممتلئا إذن بتلك التحيزات الشريرة ضد الكلاب، قضيت أولى أمسيات الأشهر الثلاثة التي قضيتها في القدس سعيدا أنني لا أسمع نباحا، ولا أطأ براز كلب وهو ما لم يكن يمكن تفاديه في برلين، وباريس، وسان بطرسبرج، بل كنت أسمع زقزقة عصافير وأذان صلوات تتردد أصداؤها من مختلف الجهات، وتنسمت عبق الصنوبر والنعناع.
وبينما كنت أقوم بتدريس الكتابة الإبداعية وأناقش عصي الطبلة ـ وهي موتيفة في قصة  Boule de Suif لجيه دي موباسان، إذا بقط رمادي يدخل واثق الخطوات من باب الفصل. لعل النقاش أثار اهتمامه. ولكنه تشمم المكان فبدا عليه الضجر، واستخلص أن المكان ليس فيه ما يؤكل، فخطا في بطء مغادرا الفصل.
قلت "واو، هذا لطيف. كيف أمكنه الدخول؟"
قالت طالبة من تل أبيب اسمها ليان "أوه، هذا هيدجر لا أكثر".
"وكيف لك أن تعرفي؟"
قالت "القطط كثيرة في الجامعة العبرية، ولها جميعا أسماء رنانة، وأحبها لي هو هايزنبرج".
في الاستراحة مضيت أجلس في حديقة العميان بميدان ييجال. كان بوسعي هناك أن أشم روائح جميع أنواع النباتات، والآكام دائمة الخضرة، والزهور. وأغلب مناطق القدس تفوح بروائح جميلة من النباتات دائمة الخضرة وجميع أنواع الأعشاب والزهور، مما جعل المدينة جنة للعميان على الأرض. بوسعك أن تغمض وتشم فتجد في كل مرة رائحة جديدة. ولن تخطئ أنفك في الوقت نفسه رائحة معينة: بول القطط. فهناك قطط من كل الأشكال والألوان، منها ما يستلقي، وما يأخذ حماما شمسيا، وما ينام، وما ينظف فراءه، وليس بينها قط واحد يبدو خائفا أو مضطربا. ولبعضها آذان مقضومة.
سألت ليان "غريب يا ليان أن أرى كثيرا من القطط مقضومة الآذان. هل تتقاتل القطط هنا كثيرا؟ مع أنني لم أر قططا تتقاتل بعد".
"أوه، هذا معناه أنها قطط ضالة التقطت من الشوارع، فأخذت جميع الأدوية، وبقيت في ملجأ للحيوانات ولكن لم يأت أحد يعرض تبنيها، فبدلا من إعدامها تقوم جمعية الوقاية من القسوة على الحيوانات بإطلاقها في الحدائق والجامعات والشوارع الهادئة وفي أماكن يمكنها أن تجد فيها حياة ملائمة. والجو يسمح بهذا، وهذا ايضا يؤدي إلى تقليل الفئران".
"إذن لا يتم إعدام القطط؟"
"يتم إعدام البعض. فالقطط كما ترى كثيرة للغاية. لكن جمعية الوقاية من القسوة ضد الحيوانات تحاول ما استطاعت تجنب هذا".
"الآن أفهم لماذا لا تتقاتل القطط كثيرا هنا، لأنهم يخصونها. نظام رائع حقا".
في طريق العودة إلى الفصل، لاحظت العديد من القطط تمشي في ممرات الجامعة، والجامعة متاهة من الممرات لدرجة أن الوافدين الجدد يبقون يتيهون فيها لأسابيع بعد التحاقهم، ولكن القطط فيما يبدو تعرف طرقها جيدا، فلم يكن هناك فارق بالنسبة لها بين الداخل والخارج.
رغبت في تبني قط برتقالي طويل الفراء شبيه بالقط الذي لدى ابني، ولكني رأيته وهو يتجول في قرية الطلبة الجامعية عند التل الفرنسي (وهو مجمع ضخم من العنابر المحاطة بالأسوار يتسع لقرابة ثمانية آلاف من الطلبة) ورأيته من بعد يجري وفي فمه فأر فعلمت أن أموره تسير على ما يرام. فلماذا أبعده عن بيئة يجد فيها الأمان والدفء والثقة في النفس؟
ومرة في جامعة بن جوريون بالنجف في بئر سبع، كنت أزور قسم اللغة الإنجليزية في الطابق الخامس من مبنى العلوم الإنسانية لإلقاء بعض القصص في ندوة، ورأيت قطة تتبختر في الطرقة.
قلت "المكان هنا مرتفع، فكيف وصلت إليه هذه القطة؟"
قالت السكرتيرة "لا بد أنها طلعت في المصعد. أحيانا تطلع على الدرج، لكن المعتاد أن تأخذ المصعد. لا أعرف كيف تفعلها، ربما تستعين بالرائحة".
"ما اسمها؟"
"ليس لها اسم. نطلق عليها القطة فقط، فلا قطط أخرى هنا. ولا يفترض أن تكون هنا، بل إننا نعلق لوافت بالعبرية تنهى عن إطعام القطط. ستكون أفضل حالا إذا ذهبت إلى التجمع المركزي للقطط بالحرم حيث يجري إطعامها يوميا".
"فعلا؟ ومن يطعمها؟"
"الحرس. أحد الحرس مسئول عن وضع ما يكفي من الطعام للقطط كل يوم. فحينما تأكل كفايتها، يقل ما تقتله من الطيور".
بعدما انتهت الندوة، وبينما كنت أستلم الشيك، رأيت القطة نائمة على كيبورد السكرتيرة.
"كنت أظن أنك لا تحبينها"
"هي لا تعنيني. وأنا أيضا لا أعنيها، لكن ما يعنيها هو دفء الكمبيوتر. وأعتقد أنها تحب التدليل، فحينما أجدها أمامي هكذا، لا أشعر في بعض الأحيان أن لدي خيارا آخر".
"أعتقد أنك ينبغي أن تطلقي اسما عليها. أنتما عمليا زميلتا عمل".
"أنت أطلق عليها اسما"
"لوسي. ما رأيك في لوسي؟"
قالت "لطيف. لطيف جدا، اعتبارا من الآن سوف نناديها بلوسي" وسلمتني الشيك الذي  ربما أكون استحققته لتسميتي القطة أكثر مما استحققته لما لغوت به عن قتلة البلقان.
طالما كنت بارعا في تسمية الحيوانات لكن ليس في براعة ابني الذي أطلق على أحد قططنا اسم "الفيضان البارق" (وكان يتدحرج على التل كأنه جدول يتدفق بعد هطول المطر في أوهايو) و"الزغب المريخي" (وهذا هو قطه الأحمر). وثالث كان قطا رماديا منقطا عثرنا عليه يختلس النظر من وراء شجرة في الغابة فسماه "البصَّاص". كانت إحدى سيقان البصاص عالقة في طوق ضيق (طوق بالغ الضيق لعله علق في مخلبه وهو يحاول نزعه عن رأسه) فكان يعظل على ثلاثة سيقان منتظرا أن تجهز عليه الثعالب أو الذئاب. لكنه أصبح هرا منزليا رائعا، شديد الالتصاق بالأسرة، وكان الفيضان البارق يجري نازلا التل بسرعة شديدة فيسبقه والزغب المريخي يزداد زغبا في حضوره. ولكن هذه ليست قصة قطط أوهايو بل قطط إسرائيل. فلنرجع إليها.
كان بعض الطلبة يطعمون القطط في العنابر، وبعضهم يتبناها ويصطحبها معه حينما يغادر، لكن قططا كثيرة كانت تبقى هناك لتصطاد من بين الشجر وتنقب في صفائح القمامة الكبيرة. كثير منها يبدو عليه الصحة، وبعضها مصاب بالجرب، متقيح الأعين، بالغ الجراح. وبدا أن لكل منها أماكنه المفضلة. فمنها قطة كانت لسبب ما تحب النوم على مقعد في غرفة انتظار المغسلة الكبرى.
في الكهوف العميقة أسفل المدينة العتيقة، بعيدا تحت أعماق قبة الصخرة والضريح المقدس، أي تقريبا في الموضع الذي يوجد فيه الجحيم وفقا لعلوم الكون العتيقة، رأيت العديد من القطط. أسرة من أم وثلاث قطط أعمارها بين ستة اسابيع وثمانية تتمدد على قاعدة مصباح ضخم يضيء جدران الكهف. رأيت هريرة صغيرة تجري وفي فمها ضفدع. بدت الأسرة كلها في صحة جيدة. تساءلت إلى متى ستبقى هذه القطط بصحة في تلك العتمة وتخيلت الأم وهي تقود جراءها إلى الشوارع بالخارج عندما يستدعي الأمر الخروج، ثم عندما يستدعي الأمر الرجوع ترجع الأسرة ليصبح هذا العالم السفلي كله ملكا لها، لا يشاطرها فيه غير الشيطان.
ولكن خارج أسوار المدينة القديمة، على مقربة من بوابة دمشق، رأيت قطا رماديا ميتا أعلى كومة زبالة، ومن حوله وعليه يحوم ذباب أزرق ضخم. لا أعرف كيف لقي القط حتفه. فالقطط الضالة عادة ما تختبئ لتموت. لعل هذا قتل. آلمني إلقاؤه بتلك الطريقة بدلا من دفنه، ومرور الناس به وكأن منظره ذلك من طبائع الأمور. يبدو أن قطط الشوارع قرب المدينة القديمة تعاني أكثر من سواها من القطط التي يطلقونها عامدين في أماكن آمنة، برغم أن البعض منها يتجول بمهارة بين المطاعم ودكاكين الجزارة في منطقة السوق بين هادافيدكا وماهاني يهودا، وفي شتى أرجاء المدينة حيثما وجد الطعام.
عندما قابلت شابة متميزة المنظر من ألمانيا (كانت عازفة بيانو ثم حصلت على ماجستير الفلسفة وهي الآن تدرس للحصول على الدكتوراه في الصوفية اليهودية) ولم أجد ما أقوله بسبب ضربتي الشمس والجمال فقلت "هل تستمتعين بكل هذه القطط من حولك؟ هل تطعمين أيا منها؟"
"لا، لا أريد أن أقترب من أي منها خاصة أنني سأسافر في الصيف. ولست بحاجة إلى حيوان أليف"
"أما أنا فعن عمد لا أكمل غدائي، لا سيما السمك، وهكذا أمنح لقيمات للقطط".
تبين أن لـ تيانا جذورا روسية. اتفقنا أن نلتقي لنشرب القهوة وأثناء ذلك تناقشنا في افلاطون وأرسطو وبلوتنيوس و... الكابالا. قلت "لي صديق، هو مارك ميرسكي نشر كتابا عنوانه ’دانتي، وإيروس، والكابالا. ويرى أن جذور نظام الكابالا تكمن في الجنس والإيروسية. وهذا مستحيل، يبدو منطويا على تبسيط مخل".
قالت "لكن هذا صحيح".
"بهذه البساطة؟" كنت أتوقع منها الدخول في تعقيدات ميتافيزيقية، لكنها ابتسمت ففكرتُ أن في ذلك تهاونا في الاحتشام يثير الإعجاب. رأيت أنها لا تتقنع برطانة المثقفين.
كانت القطط كثيرة في شرفة مقهى أروما حيث كنا جالسين، ولون إحداها أبيض في أسود، كأنها بقرة. ولكن أخي الأكبر وزوجته كانا في زيارة لي ووعدتهما بأن أصطحبهما لنتمشى حتى حديقة النباتات في جبل سكوباس فيشاهدا من هناك مغرب الشمس على وادي الأردن والبحر الميت. لذلك استأذنت من تانيا التي احتارت من قصر لقائنا الذي قضينا شهرا نرتب له.
بعد أسبوعين قابلت تانيا بالصدفة.  كانت ترتدي ثيابا بسيطة، رياضية، وبدت مشعة، قالت "كنت أفكر أن أوجه لك الدعوة لعشاء السبت بحضور أمي".
"أخشى أنني لن أتمكن. فأنا مسافر إلى نيويورك في غضون يومين. لكن يمكن أن نلتقي غدا على فنجان قهوة بعد انتهاء محاضراتي".
في عصر اليوم التالي، حضرت متأخرة عشر دقائق، لاهثة، سألتها "أي قهوة تحبين؟"
"قبل أن أجلس، هل يمكن أن أطرح عليك سؤالا؟"
"بالتأكيد"
"قلت إنك درست الطب فهل يمكن أن تنصحني؟ وأنا خارجة الآن من الجامعة هاجمني قط وخمشني. انظر؟"
وأرتني في ربلتها ثلاثة خطوط حمر.
قلت "تبدو بسيطة. الخطوط نظيفة. ولا يوجد احمرار حولها. ومن ثم فليست هناك حمى ولا أي التهابات. منذ متى حدث هذا؟"
"عشرين دقيقة"
"عندي خدوش كثيرة كهذه، ستكونين بخير".
"لكن ليس من الطبيعي لقط أن يهاجم بهذه الطريقة".
"لعله خاف منك لأنك مثلا اقتحمت مجاله ولم يكن رآك من قبل".
"لقد وثب عليّ من داخل أكمة، ربما يكون مصابا بذلك المرض العدواني، ما اسمه بالإنجليزية؟ Rabis؟"
"بل Rabies [داء الكلب]. هل كان حول فمه زبد؟ وهو لم يعضك؟"
"لا، فقط خمشني وجرى".
"حسن، لو كان مصابا بداء الكلب فربما كان عاود الهجوم عليك. أعتقد أنك ستكونين بخير. أغلب القطط هنا ملقحة، فلا أعرف من أين يمكن أن يلتقط عدوى داء الكلب، وحتى لو كان مصابا بها، فهو لم ينقل إليك أيا من لعابه".
"لكنني قرأت عن الموضوع. القطط تلعق مخالبها، فيمكن أن تحمل أطراف المخالب الجرثومة".
"فعلا؟ في هذا الجو الجاف الحار وعلى هذه الأرض المتربة؟ أعتقد أن الجرثومة في هذه الظروف سوف تختفي بسرعة. أعتقد أن احتمال إصابتك بداء الكلب ضعيف جدا. والخدوش في ربلتك تبدو نظيفة للغاية".
"أنا لا أزال قلقة. عندي ساعة أو اثنتان بعد الهجمة لآخذ لقاح داء الكلب. بعدها لا يكون له نفع".
"إذن أنصحك بعبور الشارع إلى مستشفى هاداسا".
نتصافح، وتبادل قبلات على الوجنات ونتواعد بالبقاء على اتصال، ثم تذهب. تبدو جميلة والهواء يداعب شعرها الأشقر من ورائها بينما تشمي في وداعة، وفيها لمسة قططية كالتي تراها غالبا في راقصات الباليه المتقاعدات.
على أرضية المقهى كثير من القطط الأنيقة ـ البرتقالية، والبيضاء، والسوداء، وكلهن غمزن لي. قلت في نفسي، شكرا لكم أيها الأوغاد، وقد نظرت إليهم نظرة الحانق للمرة الأولى. كان يمكن لهذا اللقاء أن يكون بداية صداقة جميلة لولا واحد منكم!
ولكنني حينما رجعت إلى شقتي تناولت ما بقي من سمكة عشاء ليلة أمس ونزلت بها إلى الأكمة التي يعيش بالقرب منها شبيه الزغب المريخي، ففرح بها، وماء لي لأول مرة في سعادة. في شبابي كنت لأتبناه مثلما فعلت مرة مع قطتين روسيتين.
عندما تقع عيناي على قبة الصخرة الذهبية، لا تكون أول فكرة تخطر لي هي أنه كيف تأتّى لمليون شخص أن يموتوا على مدار العصور وهم يتقاتلون على كيلو متر مربع من هذه الأرض المقدسة، إنما أرى قطا يتبختر في الكهوف التي تحتها، وفي فمه ضفدع. ولعلها ليست بالصورة السعيدة من وجهة نظر ضفدع، ولكنها بالنسبة لي أنا، ومن وجهة نظر قط، صورة مبهجة مفعمة بالحيوية.
هكذا قلت الوداع للزغب المريخي الثاني ولقطط القدس التي يأتي إليها البعض فيلحظون أول ما يلحظون أزهارها، وحقا هناك أزهار من كل الأنواع، كما أن هناك بنادق من كل الأنواع، وفي كل مكان، حتى أنني أطلق على المدينة اسم تدليل يخصني هو "أزهار وبنادق"، ولكنني لو زرت المدينة مرة أخرى فسوف أبحث أول ما أبحث عن القطط وسوف أتأمل المدينة من وجهة نظرها، أنا الذي لم أزر من قبل مدينة تندر فيها الكلاب وتكثر القطط وتحيا مثل هذه الحياة الطيبة.


*كاتب كندي من أصل كرواتي
نشرت الترجمة صباح اليوم في جريدة عمان، وصور القطط من الإنترنت لا علاقة لها بالنص الأصلي للمقال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق