الأحد، 15 سبتمبر 2013

جومبا لاهيري: الأدب وسيلتي الوحيدة للتنمية الذاتية



جومبا لاهيري: الأدب وسيلتي الوحيدة للتنمية الذاتية


جومبا لاهيري، كاتبة أمريكية من أصل هندي، صدرت مجموعتها القصصية الأولى سنة 2000 بعنوان "مفسرة الأمراض" وحصلت بها على جائزة بولتزر المرموقة. واقتبست روايتها The Namesake في فيلم سينمائي شهير. تصدر لها قريبا رواية "الأرض المنخفضة"، وبهذه المناسبة حاورتها نيويورك تايمز في باب "كتاب تلو كتاب".

ـ ما الذي تقرئينه الآن؟ وهل أنت ممن يقرأون كتابا واحدا في وقت واحد؟
ـ أقرأ قصائد الشاعرة باترشيا كافالي التي سعدت أيما سعادة بالتعرف عليها في روما وعشقت شخصيتها وأحببت قصائدها. عندها مقدرة لا نظير لها على وصف الرغبة. وأنا في غاية السعادة بقرب صدور طبعة مزدوجة اللغة، إنجليزية وإيطالية، من قصائدها في الولايات المتحدة في هذا الخريف. أقرأ أيضا رسائل سيزار بافييس، وتيوريما لبازوليني. هذا المزيج من الشعر والسرد والرسائل واليوميات الخاصة بكاتب أحبه، هو مزيج مثالي.

ـ ما أفضل كتاب قرأتيه حتى الآن من كتب هذا العام؟
ـ "العشاق" رواية لكاتب فرنسي اسمه دانيال أرساند. قرأتها أولا في ترجمة إنجليزية، ثم في أخرى إيطالية. وهي قصة غرامية ذات خلفية تاريخية غنية. ولكنها رواية متخففة من الثقل والحجم ومن كل النسيج السردي الذي يمكن التنبؤ به. وجدتها ساحرة شفافة، ومحفزة على حكي قصة أخرى بطريقة مختلفة.

ـ لو كان لك أن تحددي روائيا تفضلينه فمن يكون؟
ـ توماس هاردي. منذ أن قرأت له في المدرسة الثانوية، وأنا أستشعر وشائج قرابة  بيني وشخصياته، وإحساسه بالمكان، ورؤيته الصارمة للإنسانية. ولا أكف عن معاودة قراءته كلما أمكنني ذلك. معمار رواياته بديع، وحركة شخصياته في الزمان والمكان خاضعة لسيطرته التامة. العالم الذي يبدعه محدد إلى أقصى درجة ممكنة، وكذلك المجال السيكولوجي. وبرغم المدى الهائل لأعماله من حيث الاتساع والتعقيد، يبقى النثر واضحا، ومباشرا، ومقتصدا. فما من مشهد أو تفصيلة أو جملة تضيع فيه هدرا.

ـ وكاتبك المفضل في القصة القصيرة.
ـ وليم تريفور، ومافيس جالانت، وجينا بيرياولت، وفلانري أوكونور، وأليس مونرو، وأندريه دوبو، وكذلك جويس وتشيكوفوتشيقر ومالامود ومورافيا. ومؤخرا اكتشفت أعمال جيورجيو منجانيلي الذي كتب مجموعة عنوانها "القرن Centuria" قوامها ماءة قصة كل منها تتألف من صفحة واحدة. وهي قصص سريالية بطريقة ما، وكثيفة، ضارية وتطهيرية في آن،  لا يعادلها إلا جرعة قوية من شراب قوي. أقرأ واحدة منها قبل أن أجلس لأكتب وأجد ذلك مفيدا.

ـ أي من قص المهجر هو الأهم بالنسبة على المستوى الشخصي، وعلى مستوى الإلهام لكتابتك؟
ـ أنا لا أفهم مصطلح "قص المهجر" هذا. الكتاب دائما يميلون إلى الكتابة عن العوالم التي ينحدرون منها. ويتصادف أن كثيرا من الكتاب ينحدرون من أجزاء مختلفة من العالم غير التي ينتهي بهم الحال إلى الإقامة فيها، سواء نتج ذلك عن اختيار أم ضرورة أم ظروف، فيكتبون من ثم عن هذه التجارب.  ولو كان لنوع معين من الكتب أن يحمل مصطلح "قص المهجر"، فبماذا نسمي البقية؟ أدب الموطن الأصلي؟ القص التطهري؟ هذا التمييز كله أنا مختلفة معه. ولو أننا نظرنا إلى تاريخ الولايات المتحدة لرأينا أن من الممكن تصنيف القص الأمريكي كله بوصفه قص مهجر. لهاوثورن  كتب عن المهاجرين. وويلا كاثر أيضا. ومنذ فجر الأدب يقيم الشعراء والكتّاب أعمالهم على اجتياز الحدود والتجوال والمنفى، والمصادفات الخارجة عن المألوف. الغريب نمط قائم في الشعر الملحمي وفي الروايات. التوتر بين الاغتراب والاندماج تيمة دائمة الحضور.

ـ أي أنواع القصص تنجذبين إليه؟ وأيها تجتنبينه؟
ـ أنجذب إلى أي قصة تجعلني أريد القراءة جملة بعد جملة. ولا أكثر.

ـ هل من كتاب سوف نندهش إن وجدناه في مكتبتك؟
ـ تقريبا كل الكتب الموجودة حالية في مكتبتي كتب إيطالية. فأنا أقرأ بالإيطالية فقط منذ ما يزيد على العام. ولذلك أقرأ بمزيد من البطء. وبمزيد من الاعتناء أيضا، وبقدر أقل من السلبية.

ـ هل حدث أن قرأت يوما كتب التنمية الذاتية؟ هل ثمة منها ما توصين بقراءته؟
ـ كان الأدب، ولا يزال، وسوف يبقى، وسيلتي الوحيدة للتنمية الذاتية.

ـ هل تماهيت مع أية شخصية أدبية في نشأتك؟ من كان أبطالك الأدبيون؟
ـ تماهيت مع اليتامى مثل آن عند جريم جيبلز، ومع المساجين مثل شخصيات لورا إنجولز وايلدر، أو الأطفال الذين كانوا يتنقلون بين العوالم والأبعاد المختلفة مثل الأشقاء في "الأسد والساحرة والخزانة". وطبعا مع الكاتبة جو في "نساء صغيرات". أحببت الأخ والأخت في "من ملفات السيدة باسيل إ فرانكوايلدر المختلطة" اللذين هربا من البيت وتمكنا من البقاء وسط الأعمال الفنية. لم يحدث مرة أن ذهبت إلى متحف متروبوليتان دون أن أفكر فيهما.

ـ ما الكتب التي استمتعت بقراءتها مع أطفالك؟ وهل من كتب تتطلعين إلى قراءتها معهم؟
ـ أنا وزوجي نقرأ لأطفالنا كل ليلة منذ عشر سنوات (أكبر أبنائنا الآن في الحادية عشرة). نتناوب على ذلك أنا وهو ليلة بعد ليلة. أحب أن أقرأ لهم الكتب التي أمتعتني في طفولتي مثل سلسلة بيبي لونجستوكينج ل أستريد ليندجرن وأي عمل لـ رولاد دال. وأستمتع باكتشاف كتب جديدة معهم. في الصيف الماضي قرأنا معا سلسلة عظيمة عنوانها "أبناء آشتن بليس الفاسدون" لـ ماريروز وود. وفي هذه الأيام أستمتع بالقرأء لأطفالي بالإيطالية التي يقدرون على متابعتها. قرأنا مؤخرا بعض الخرافات الجميلة المأخوذة من عوالم إيتالو كالفينو ومجموعة أخرى من قصص قصيرة جدا ومسلية للغاية لـ جياني روداري، تدور هذه القصص حول فتاة صغيرة لا تكف عن الوقوع في شراك مختلف الأشياء، فتقع حبيسة  جيوب، أو زجاجات، أو كعك عيد ميلاد، أو فقاقيع صابون.

ـ لو كان لك أن تقابلي كاتبا، حيا كان أم ميتا، فمن يكون؟ وما الذي تودين أن تعرفيه منه؟
ـ فكرة مقابلة مؤلفي الكتب التي أقرؤها لا تهمني. أعني أنني لن أحيد عن طريقي. فلو كان الكتاب حيا بالنسبة لي، لو أن الجمل تخاطبني، فهذا كاف. علاقة القارئ تكون مع الكتاب، مع الكلمات، لا مع الشخص الذي ألفه. لا أريد من كاتب أن يوضح أي شيء لي، لا أريد لكاتب أن يتدخل. ومع ذلك لا أزال أتمنى لو كنت التقيت إدوارد جوري قبل وفاته، لأحييه على عبقريته.

ـ لو كان لك أن تكوني شخصية أدبية فمن تكونين؟
ـ أحب سيباستيان فلايت من "زيارة ثانية إلى بريدشيد" ولكن في الفصول الأولى فقط، قبل أن تأخذ الأشياء في التداعي. طالما وددت لو أنني أرتدي ثيابا خاصة للعشاء.

ـ ما الذي تخططين لقراءته؟
ـ مقالات الرحلات التي كتبها أنطونيو تابوكي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق