هل تفعلها كوريا الشمالية في العاشر من هذا الشهر؟
يانج يين سونج
رئيس تحرير نيو فوكس إنترناشونال
اشتهرت كوريا الشمالية بوصفها مجتمعا سريا تقوده أسرة كيم التي
لا تقل سرية. وفي ضوء تصاعد العداء تجاه الغرب على خلفية البرنامج النووي لكوريا
الشمالية، فإن الكشف عن بعض الحقائق المتعلقة بالدائرة النافذة من النظام قد يلقي
الضوء على الدوافع التي تحرك تصرفات القادة هناك.
وهذه الدوافع فيما يبدو تتمثل في الرقم تسعة 9.
بدأت الحكاية كلها في زمن تحرير كوريا من الاحتلال الياباني،
حيث كان هناك ثمانية كهنة يمثلون مقاطعات كوريا الثمانية. وكان يعتقد أن أقوى
أولئك الكهنة هو كاهن "بيونجيانج ـ دو". ويقال إنه قال لـ "كيم إل
ـ سونج" إن الأسرة الحاكمة المنحدرة من سلالته مقترنة بالرقم تسعة، وهو ما
يعد بشير نجاح في آسيا.
ولعل هذا هو ما جعل "كيم إل ـ سونج" يعلن أن تاريخ
تأسيس الجمهورية الشعبية الديمقراطية هو التاسع من سبتمبر. وبرغم أنه لم يكن ثمة
في ذلك الوقت إلا خمس مقاطعات، فقد زاد عددها إلى تسعة. وسميت فرقة الحرس الأعلى ـ
وهي قوات الحراسة الشخصية لـ كيم ـ باسم الوحدة 963 (وهو رقم يحتوي تسعتين بما
يوفر حظا مضاعفا).
ولآل كيم سلسلتهم الغذائية الخاصة التي تستخدم أيضا الرقم
تسعة. ففي شتى أرجاء كوريا الشمالية يمكن أن تصادفوا مزارع الرقم تسعة وقواعد
العمل القائمة على الرقم تسعة التي وضعها قسم الإدارة المالية في الحزب المركزي.
ومنتجات هذه المزارع جميعا تقدم لآل كيم، ويطلق على هذه الوجبات اسم منتجات الرقم
تسعة.
يقال إن كيم الثاني كان يؤكد مرارا على حقيقة أن ميلاده كان في
السادس عشر من فبراير (1+6+2=9). وأصدر قرارا بأن تحمل لوحات مركباته الرقم 2.16،
ثم عمد بهدف التمويه على مركباته، إلى تخصيص الرقم 2.16 لجميع سيارات النخبة في
كوريا الشمالية.
تم تعيين "كيم يونج إل" في أعلى المناصب العسكرية في
الرابع والعشرين من ديسمبر (2+4+1+2=9). أما تعيينه سكرتيرا للحزب ـ وهي الخطوة
التي أضفت على سلطاته الشكل الرسمي ـ فتم بعد وفاة أبيه كيم إل سونج بثلاث سنوات
وثلاثة أشهر.
إذا نحن طبقنا هذا على تاريخ كوريا الشمالية الحديث للاحظنا أن
كيم يونج إل أعطى ابنه كيم يونج أون أول مناصبه العامة كجنرال للجيش الشعبي الكوري
في السابع والعشرين من سبتمبر من عام 2010 (2+7=9 إضافة إلى أنه الشهر التاسع في
السنة، بما يعني تسعتين). وفي الحادي عشر من ابريل سنة 12(20) أي (1+1+4+1+2=9) تم
تعيين كيم يونج أون سكرتيرا لحزب العمال. ثم في الثامن عشر من يوليو 2012، تم منحه
رتبة مارشال.
وعندما تعلن كوريا الشمالية عالميا عن إطلاق صاروخ وشيك أو
إجراء اختبار نووي، غالبا ما تشير التحليلات في الخارج إلى تواريخ ميلاد آل كيم،
أو تواريخ الذكرى السنوية لهذا الحدث الرسمي أو ذاك، باعتبار أن أحد هذه التواريخ
هو المؤثر على اتخاذ القرار. ولكن النظرة الأقرب تقترح أن يكون الرقم تسعة هو
المؤثر.
أول اختبار نووي أجرته البلد كان في 9 أكتوبر 2006. ثاني إطلاق
صاروخ بعيد المدى كان في 5 ابريل 2009 (5+4=9 و9 في 2009، فهما تسعتان). وثاني
صاروخ يتم إطلاقه بنجاح كان في 12 ديسمبر 2012 (1+2+1+2+1+2=9). كما تم إجراء
تجربة نووية في 12 فبراير 13(20) أي (1+2+2+13=9). والتسجيل الدعائي المتلفز
المنشور على يوتيوب أخيرا للساحل الشرق للولايات المتحدة والنار تأتي عليه يظهر فيه
صاروخ يحمل الرقم تسعة.
وإذن، هناك ثلاثة أجيال من آل كيم تؤمن بالرقم تسعة. ومؤخرا
أعلن الكوريون أنهم لن يعودوا قادرين على توفير الحماية للدبلوماسيين الأجانب بعد
العاشر من ابريل 13(20). فاحسبوها أنتم.
عن الجارديان
ونشرت الترجمة في جريدة عمان اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق