الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

رجل الإعلان



رجل الإعلان
إدرا نوفي

نيلدا لم تكن تعرف امرأة أخرى بلغت الثلاثين دون أن تقبّل رجلا. وكانت أختها تقول إن النساء اللاتي لا تخرجن نهائيا مع أي أحد يكن عرضة لمتاعب عصبية في الشيخوخة. ولكي تنقذ نيلدا من هذا المصير، بدأت ماريا تفتش الإعلانات في جريدة "لا ستريلا" كل أحد لتجد لنيلدا شخصا مناسبا تواعده. كان ذلك في عام 1979، بعد ست سنوات من حكم بينوشيه الدكتاتوري، وقد أكدت ماريا لنيلدا أن الصحف لم تعد تنشر إلا الأخبار الجيدة، وأن البلد لن يشهد المزيد من الأمور السيئة. ولذلك فالوقت كان مثاليا للعثور على شخص من خلال الجريدة.
قالت ماريا على الإفطار، انظري إلى هذا، يحب الغروب مثلك.
قالت نيلدا وهي تلقي نظرة على بقية الإعلانات، إن كل الناس تحب الغروب. "خافيير، رجل هادئ يبحث عن امرأة ودودة. يتطلع إلى المراسلة الهادفة". وصف وقور على الأقل، وأعجبها اسم خافيير.
قالت أختها، ولكن هذا الرجل لا يشير إلى سنه؟ ومن هذه التي تريد الهدوء؟
أنا يعجبني الهدوء.
اكتبي له إذن. ونزعت ماريا غطاء القلم الجديد الذي احتفظتا به لهذا المناسبة. سأبدأ بالنيابة عنك.
قالت نيلدا، يمكنني أن أبدأ بنفسي. ولكنها لم تعرف بعد ذلك كيف تخاطبه. كويريدو [عزيزي] خافيير؟ بدا ذلك أسلوبا في المخاطبة أرقَّ من أن توجهه لغريب، كما بدت "إستيمادو" [المحترم] رسمية جدا. وبعد ساعة شعرت ماريا بالملل فخرجت، واستقرت نيلدا على ما يلي:
الخامس من ابريل سنة 1979
سنيور خافيير
اسمي نيلدا سوتو. طولي 151 سم، وسني تسعة وعشرون عاما، وأريد أن أقابل رجلا في مثل عمري تقريبا. أتمنى أن أسمع منك قريبا وأتمنى لك عيد فصح سعيدا.
المخلصة
نيلدا سوتو
أعجبها بصفة خاصة السطر المتعلق بالفصح. كان عيد الفصح سيحل في ذلك الأسبوع، وخافيير قال إنه يبحث عن امرأة ودودة. لم يقل في الإعلان أي شيء عن مدى جاذبيته، فلم يكن من الضروري أن تخبره بمشكلتها مع مرض الإكزيما الجلدي. أما عن طولها، فجارتها كارولا قالت لها إن الرجال الذين ينشرون الإعلانات يكونون عادة من قصار القامة. ولأنها أقرب إلى قصر القامة، فقد رأت من المناسب أن تشير إلى هذا في الرسالة.
قامت من النوم مرتين بالليل لتقرأ الرسالة، ثم أعادت قراءتها مرة ثالثة في الصباح قبل أن ترسلها وهي في طريقها إلى بيت آل سافيدراس حيث تعمل خادمة، وحيث تستقبل فينسنت الصغير البكاء قبل حتى أن تضع حقيبتها. لم تتعود على هذا الطفل الصغير مثلما تعودت من قبل على إخوته من أبناء سافيدراس، ولكنها اليوم كانت تشعر أنها ممتلئة بالأمل فلم تنزل فينسنت من بين ذراعيها طوال الصباح. كانت قد أرسلت الخطاب للتو. إلى رجل ربما يكون راغبا في مقابلتها. وصارت كلما فكرت في ذلك الأمل العظيم تشعر وكأن بداخلها تفاحة، مستديرة، ولامعة.
ولما وصل مظروف بعد أسبوعين حاملا اسمها، بدأت يداها ترتعشان. ولذلك لم تفتح الخطاب بنفسها، بل طلبت من ماريا أن تفتحه. كان عنوان المرسل في كوينتيرو، وهي بلدة صغيرة على الساحل، والخطاب نفسه ـ بعكس خطابها ـ لم يكن يتضمن أية إشارة إلى الطول أو السن. لم يكن يحتوي في الحقيقة إلا أسئلة، واحدا عن ذوق نيلدا في الموسيقى، وواحدا عن زهرتها المفضلة، ثم سطرين غامضين في النهاية بخط متلو:
"أريد أن أكتب، فلا يخرج مني سوى الزبد
أريد أن أنطق لكن الكلام ينحبس
ق. باييخو"
قالت ماريا، غريبة.
قالت نيلدا، هذه من أغنية، أتعرفين؟ لا بد أن تكون هذه كلمات من أغنية. واختطفت الرسالة ثم خرجت من باب البيت الخلفي لتقرأه من جديد، وحدها. ماذا يهم في معنى الأغنية، المهم أن خافيير قضى وقتا وهو يحاول اختيار أغنية، ثم كلمات من أغنية، وكانت هي أثناء هذا الوقت كله في ذهنه. أليست هذه هي الرومانسية: أشياء صغيرة لا لزوم لها ولا ينبغي أن تعني شيئا ولكنها تجعلك تشعرين أن هناك من اختارك أنت، ومن يعتني بك أنت؟
ومع ذلك، وطوال الأيام القليلة التالية، كانت تفتح المذياع كلما سنحت لها الفرصة وتبحث عن مطرب اسمه باييخو. كان في كلمات الأغنية الغامضة ما جعلها تشك بأن باييخو هذا لا بد أن يكون يساريا، ولكن ذلك لم يمنعها أن تنظر بين أشرطة الكاسيت لدى أسرة سافيدراس. كانت نيلدا ـ بصفة عامة ـ تكره اليسار مثلما يكرهه آل سافيدراس. أما العائلة التي خدمت لديها من قبل فكانت عائلة اشتراكية وكانت الأم تمشي في المنزل بثيابها الداخلية، وهو ما لم تقو نيلدا على احتماله. لم تحتمل أيضا زعيق الأسرة وهي تتناقش في الأخبار كل يوم على الغداء. عائلة سافيدراس كانت تتكلم بهدوء على المائدة، وتتكلم عن أشياء لطيفة، عن لون طلاء مقترح الفناء، عن الذين ينبغي توجيه الدعوة إليهم لحضور الغداء يوم الأحد بعد الرجوع من الكنيسة.
أما عن "ق. باييخو"، فتمنت أن يرد توضيح من خافيير في رسالته التالية، إن كانت هناك رسالة ثانية. وكانت هناك ثانية، وجاء هذه المرة أسرع من الأولى، وفيها أسئلة أكثر غرابة، وكلمات أخرى من أغنية لباييخو:
إنه الرابع عشر من يوليو
إنها الخامسة مساء.
وإنها تمطر
على الركن الثالث في الصفحة الجافة
وهي تمطر من أسفل أكثر
مما تمطر من أعلى.
ولكن كيف يمكن أن تمطر من أسفل؟ شيء ما في ذلك أصابها بالحزن. لم تفهم ماريا لماذا لم توجه نيلدا إلى خافيير سؤالا مباشرا عن سنه حتى الآن، أو عن وظيفته التي يعيش منها. ولماذا يطول الوقت هكذا قبل أن يلتقيا؟
لم ترد نيلدا أن تتعجل الأمور. ولكنها كانت تعرف على أية مائدة في كافيه ساوساليتو تريد أن يكون لقاؤهما الأول: المائدة الصغيرة المستديرة المحشورة بين الشبابيك وثلاجة الحلوى. وذلك لأن الإكزيما لا تكاد ترى في الضوء الطبيعي، ولأنه لو توقف الكلام بينهما يمكن أن يعلقا على الحلوى، أو على الناس الذين يمشون بالخارج. بتشجيع من ماريا، أشارت إلى ساوساليتو في رسالتها التالية، وهي الثالثة، وسارعت ترمي بها في صندوق البريد قبل أن يستولي عليها الندم.
ولما جاءها الرد بعد أسبوعين، فتحته وهي لا تزال ترتدي معطفها، في السقيفة الأمامية. كان عليها أن تقرأه ثلاث مرات، قبل أن يستوعب عقلها الكلمات "... نحن المدانين بارتكاب جرائم غير عنيفة مسموح لنا بالتجول بحرية في الأفنية في أيام الأحد. أفضل شيء أن نلتقي في الفناء الثاني ... أعتذر ... ربما كان ينبغي أن أوضح لك من قبل. العنوان الذي ترسلين إليه خطاباتك هو عنوان أختي. وهي تحضر لي الرسائل هنا ... سجن كوينتيرو. أنا آسف. لكن، حسن ... كل ما أقدر أن أقوله هو أنني سأكون في غاية السرور إذا قابلتك...".
لم تبق في جلدها بوصة إلا وشعرت فيها بالسخونة والاحمرار وودت لو تحكها. أي امرأة هذه التي تساعد أخاها على خداع غريبة بهذه الطريقة؟ ولماذا سمحت لماريا أن تزج بها في هذا الطريق؟
وضعت يديها على خديها عسى أن تبردهما. ولكنه قال، على الأقل، إنه مدان بارتكاب جريمة غير عنيفة. ربما لا يعني هذا أنه ارتكب جريمة على الإطلاق، ولكنه كان مجرد أحمق مثل ابن عمها جوستافو الذي قبض عليه وهو يتسكع مع أصحاب له في سيارة لم يكن يعرف أنها مسروقة.
لو أنها ذهبت لترى خافيير، لأمكنها أن تقول له كم أنه فظ هو وأخته بما فعلاه فيها. لن تكون مرغمة أن تقول لماريا إلى أي مكان في كوينتيرو هي ذاهبة. ستقول فقط إن خافيير أصيب، في ظهره، مثلا. صديق ماريا أصيب في ظهره قبل بضع سنوات ـ وهذا أيضا سيكون مبررا لعدم طلب خافيير مقابلتها.
قالت ماريا إن خافيير ينبغي أن يبلع قرصي تيلينول ويستقل الأتوبيس ويأتي هو إليهما. ولكن في صباح يوم اللقاء المقترح، كانت ماريا تبحث في لهوجة عن وشاح أخضر رأت أنه مثالي لإخفاء بقعة الإكزيما الكبيرة على رقبة أختها وأصرت على إقراض نيلدا أجمل قرط لديها والذي يتدلى منه حجرا لازورد.
قالت ماريا وهي تضبط لنيلدا ثيابها عند الباب، أنت جميلة جدا، سيعرض عليك الزواج بمجرد أن يراك. في الجهة المقابلة من الشارع، كانت جارتهما كارولا قد أزاحت الستارة ووقفت في هذا الوقت المبكر من يوم الأحد تراقب نيلدا التي خرجت بوشاح جميل وحذاء بكعب عال، ولكن نيلدا لم تهتم بها. كان إحساسا جيدا أن يكون لديها سر. شعرت بإثارة شديدة وهي تخطو إلى الأتوبيس، حتى بدا لها وكأنها فعلا في حالة حب.
والرحلة إلى كوينتيرو كانت رائعة. ففي حين كان الأتوبيس يحاذي الساحل، بدا المحيط ناعما، أزرق داكنا تحت شمس الصباح. لم يكن أحد من الركاب يتكلم أو يحاول بيع أي شيء. في الواقع، لم يتحرك أحد تقريبا إلى أن توقف السائق عند طريق ترابي وصاح "كارسيل". وفجأة عادت الروح إلى الأتوبيس مع أصوات الحقائب وإغلاق المعاطف. رجال يتقدمون ليغادروا الأتوبيس أولا، ونساء تسوين شعورهن. وبالخارج كان هناك طابور طويل من الزوار واقفين أمام مكتب الأمن. كانت نيلدا تفترض أنه سيكون هناك جنود طبعا، ولكن تبين أنهم أيضا يفتشون الجميع تفتيشا ذاتيا وكأنهم مجرمون. حتى النساء هناك حارسات تفتشهن ذاتيا بنفس العنف الذي يفتشون به الرجال.
قالت إحدى الحارسات، تقدمي، وقبل أن تحتج نيلدا كانت يدا الحارسة قد مرتا بفظاظة صعودا وهبوطا على جنبيها وكأنها حيوانة بين يدي جزار.
من السجين الذي جئت لزيارته يا سنيورا؟
حملقت نيلدا في الحارس، وقد صار كل شيء مختلطا يضطرب في عقلها ككومة أطباق. لقد جاءت إلى ذلك المكان لترى سجينا. بدا وقع ذلك رهيبا عليها. ومريبا. ماذا لو كان خافيير قد ارتكب جرما مروعا؟ ربما يكون كذب حينما قال إنه مدان بارتكاب جريمة غير عنيفة. ربما كان قاتلا، أو ربما يكون ارتكب شيئا ضد الحكومة وسيقومون باستجوابها، أو حتى باحتجازها هنا. حتى ماريا لم تكن تعرف أين هي.
سنيورا، من الذي جئت هنا لتزوريه؟
فتحت نيلدا فمها وظنت لثانية أنها ستقول "لا أحد"، وإنها جاءت هنا عن طريق الخطأ وسوف تمشي حالا. ولكنها لم تستطع مقاومة الفضول. كانت الرسائل التي وصلتها كثيرة. والأغنيات كثيرة.
طأطأت برأسها تنظر إلى الأرض. خافيير، خافيير راميريث. هو من المدانين بارتكاب جرائم غير عنيفة.
 أنت قريبته؟
لا، أنا مجرد ... وشعرت نيلدا كأن شوكا في وجهها، وأخذت حرارة بقع الإكزيما في رقبتها تزداد سخونة تحت الوشاح. أنا مجرد ... صديقة لأخته.
أشار الحارس إلى طابور ثان من المنتظرين أمام مكتب آخر، طابور أقصر بكثير، كان عليها أن تقف فيه، لتذكر اسم خافيير مرة أخرى، وتعيد من جديد كذبتها بشأن أخته، ولكن كان كلا الأمرين أسهل في المرة الثانية. وبذلك انتهى الاستجواب، وصارت بالداخل ـ تمشي في ممر ضيق بين سورين من الأسلك الشائكة. من كلا الجانبين كان سجناء الفناء الأول يصيحون ويهزون السلك الشائك:
أنا هنا يا قمر
تعالي لي يا حلوة
كانت المعاكسات تتوالي سريعة وصاخبة حتى أنها حبست أنفاسها وأوشكت أن تنفجر في الضحك. كانت المعاكسات كثيرة لدرجة أنها ظلت تشعر بالفرحة حتى وهي تعبر من أسفل القوس منتقلة إلى الممر المحاذي للفناء الثاني. الحراس هناك لم يكلفوا أنفسهم مجرد أن يقفوا أو يقولوا أي شيء حينما اقترب منها سجين عجوز منحني الظهر ولمس ذراعها.
نيلدا؟
أنت ـ
نعم. مد يده إلى يدها فتركتها له. كان في سن أبيها وكانت نظارته مكسورة وملحومة بورقة لاصقة، ولكنه كان ذا وجه وسيم، وأنف طويلة وأنيقة.
وسوف أموت في باريس تحت المطر. هكذا غمغم في أذنها فارتعشت.
قال، أتمنى ألا تكوني شعرت بالملل من كثرة الأبيات التي قرأتيها لشاعر واحد. أنا ترجمت بعض أعماله إلى الفرنسية، مجرد مختارات طبعا ...
كررت نيلدا قوله، إلى الفرنسية.
سالها هل أرسلت إليك "الحجر الأبيض مستلقيا على الحجر الأسود"؟
أنا... أنا لا أعرف. وخطت إلى الخلف مبتعدة عنه. لم يقل مرة في خطاباته إنه مثقف هكذا. تساءلت كيف نظر إلى أخطائها الإملائية في رسائلها؟ شعرت بساقيها ثقيلتين.
لكن القصائد أعجبتك، فيما أتمنى. أنا لم أقصد أبدا أن أخدعك يا نيلدا. تصورت أنك ستفهمين من العنوان، ومن قولي إنني أبحث عن المراسلة، المراسلة لا أكثر. يجب أن تفهمي أنني في آخر مرة لي خارج هذا المكان، كانت المكتبات تحترق، وكل الناس كانت تنهب.
كنت تنهب؟
أوه، ويسكي فقط، وقليل من الشوكولاتة. ضحك، وشدت بيدها على حقيبتها. سمعت عن رجال نهبوا كيلوات من السكر، ولكن ليبيعوها ويطعموا أطفالهم. كانت طوابير الطعام بشعة في الأسابيع السابقة على الانقلاب، ولكنها كانت تنتظر هي وماريا في الطابور إلى أن يحين دورهما كما كان يفعل الجميع.
قالت، أظن من الأفضل أن أذهب.
ولكنك وصلت للتو. اقترب منها خافيير، لدرجة أنها كانت تشم رائحة أنفاسه، التي لم ترق لها. كانت كرائحة الجرائد القديمة. ورأت في داخل أذنه جَرَبَا مصفرَّا يبدو معديا.
قال، أرجوك لا تذهبي الآن يا نيلدا، أنا بصدق تصورت أنك تفهمين. تصورت أن كل من سيراسلني سوف يفهم أنني لم أقصد أكثر من مجرد المراسلة، ثم حدث أنك أرسلت، وكانت رسالتك ... لم أستطع ...
رسالتي كانت ماذا؟
حسن، كانت مجرد ... طأطأ خافيير برأسه. عرفت منها، أو شعرت ...
شعرت بماذا؟ قرَّبت حقيبتها إليها أكثر من ذي قبل، وامتلأ رأسها بإجابات محتملة: أنها غير مثقفة، أنها لا تكاد تعرف أي شيء عن الجامعات أو الشعر. أو الرجال.
الطيبة. أخيرا قال. شعرت أنك صبورة.
قالت وقد أغمضت عينيها، يمكن أن أحضر في يوم أحد آخر.
 قال: سأحب هذا كثيرا. وقبل أن تضطر إلى النظر مرة أخرى إلى الشريط اللاصق المتسخ الذي يلحم نظارته، كانت قد استدارت لتذهب. كانت تشعر بخافيير يراقبها وظنت أنه قد يناديها مرة أخرى أو يستبقيها، أن يتوسل إليها لتبقى دقائق أخرى. أسرعت في خطوها، متصورة أنه لن يقول ذلك إلا حينما تصل إلى القوس، وقبل أن تصل إليه، أبطأت خطوها مرة أخرى، في شوق جارف إلى مجرد أن تسمع اسمها.


نشرت القصة أصلا في سبتمبر 2011 في مجلة جورنيكا الأمريكية، ونشرت ترجمتها العربية اليوم 23 أكتوبر 2012 في ملحق شرفات باتفاق مع الكاتبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق