الأحد، 22 فبراير 2009

موراكامي في إسرائيل: نحن بَيْضْ

موراكامي في إسرائيل: نحن بَيْضْ

أليسن فلد

قبل الروائي الياباني مؤخرا (في الخامس عشر من فبراير) جائزة إسرائيل الأدبية المرموقة المعروفة بـ "جائزة القدس لحرية الفرد والمجتمع" برغم معارضات من جماعات مناصرة للقضية الفلسطينية.
ففي مساء الأحد الماضي تسلم موراكامي عشرة آلاف دولار تمنح لكاتب "تعبر أعماله خير تعبير عن فكرة حرية الفرد والمجتمع"، وذلك في افتتاح الدورة الرابعة والعشرين من معرض القدس الدولي للكتاب. يذكر أن أعمال موراكامي التي حصل بموجبها على الجائزة كانت جميعا من أكثر الكتب مبيعا داخل إسرائيل.
كان موراكامي قد تلقى ـ في وقت سابق على استلامه الجائزة ـ رسالة من جماعة مناصرة للقضية الفلسطينية تطلب منه النظر في مسألة قبول الجائزة والمشاركة في معرض الكتاب. وجاء في الرسالة التي وجهها منتدى فلسطين في اليابان: "نرجو أن نلفت نظرك إلى الفلسطينيين الذين يتم سلب حريتهم وكرامتهم كبشر، ونسألك بكل تواضع أن تنظر في الآثار التي سوف تترتب على قبولك جائزة القدس، فأي رسالة سوف تصل بذلك إلى العالم في ظل هذا الوضع الذي يعيشه الشرق الأوسط، وأي قيمة دعائية سوف تعود على إسرائيل، وأي مضاعفة محتملة للوضع الحساس الذي يواجهه الفلسطينيون اليوم". كما ناشدت "الحملة الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل ثقافيا وأكاديميا" موراكامي عدم قبول الجائزة.
غير أن موراكامي قال ـ لدى وقوفه على خشبة المسرح محاطا بكل من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وعمدة القدس نير بركات ـ إنه "أعمل فكره قليلا" في مسألة الحضور، وكان السبب الأكبر لحضوره هو رغبته في أن يوجه الشكر لجمهوره الإسرائيلي على قراءته كتبه.
ونقلت جيروزاليم بوست عن الكاتب قوله: "حينما طلب مني قبول هذه الجائزة تلقيت تحذيرات من القدوم إلى هنا بسبب القتال في غزة. وسألت نفسي: هل من الملائم الآن زيارة إسرائيل؟ أبهذا أكون مناصرا طرفا على طرف؟ لقد أعملت فكري قليلا. وقررت المجيء. فشأن أغلب الروائيين، يحلو لي أن أفعل عكس ما يقال لي. الروائيون لا يثقون في أي شيء لم تره أعينهم ولم تمسسه أيديهم. لذلك اخترت أن أرى. اخترت أن أتكلم هنا بدلا من التزام الصمت".
ومضى موراكامي إلى أن قارن الروائيين بالبيض. "لو أن هناك جدارا عاليا صلبا وبيضة تنكسر عليه، فمهما يكن الجدار مصيبا والبيضة مخطئة، سآخذ جانب البيضة. لماذا؟ لأن كل واحد فينا بيضة، روح فريدة في بيضة هشة. وكل واحد فينا يواجه جدارا عاليا. والجدار العالي هو النظام الذي يرغمنا على القيام بأشياء ما كنا لنراها في العادة ملائمة لأفراد".
نحن جميعا "البشر، والأفراد، بيض هش" كما يرى الكاتب. "لا أمل لنا في الفوز على الجدار: فما أشد علوه وظلامه وبرودته. وينبغي علينا ونحن نقاتل جدارا أن نوحد أرواحنا التماسا للدفء والقوة. ينبغي ألا ندع النظام يسيطر علينا، ويخلق هوياتنا. فنحن الذين نخلق النظام".
حصل على هذه الجائزة من قبل عدد من الكتاب، من بينهم جيه إم كوتزي وفي إس نايبول، وكذلك حصل عليها آرثر ميلر، وماريو فارجاس يوسا، وميلان كونديرا. أما موراكامي فقال منظمو الجائزة في بيان لهم إنهم اختاروه لأنه "سهل القراءة لكنه ليس سهل الفهم" و"بسبب تقدير عميق لمنجزاته الفنية وحب الناس له. وبسبب الإنسانية المنعكسة بوضوح في كتابته".
عن الجاريدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق