الأحد، 24 فبراير 2008

إكّو: أنا باحث أكتب الرواية بيدي اليسرى

نشرت مجلة نيويورك تايمز مجازين حوارا أجرته ديبورا سولومون مع الروائي وعالم السيميولوجيا الإيطالي الشهير أومبرتو إكو ونشر في مجلة نيويورك تايمز مجازين في الخامس والعشرين من ديسمبر من العام الماضي 2007،
إكّو: أنا باحث أكتب الرواية بيدي اليسرى



ـ برغم أنك معروف بوصفك مؤلفا لرواية الجريمة المثيرة "اسم الوردة"، إلا أن ما لا يعرفه الكثيرون عنك هو أنك أيضا كاتب سياسي غزير الإنتاج، وأن كتاباتك في هذا الصدد قد جمعت مؤخرا في كتاب "إدارة عقارب الساعة إلى الخلف"، والذي تكرس أغلب أجزائه للتحذير من أخطار "الشعبية الإعلامية". ما تعريفك لهذا المصطلح؟
ـ الشعبية الإعلامية تعني إغواء الناس مباشرة من خلال الإعلام. فحينما يسيطر سياسي على الإعلام، يتسنى له أن يصوغ الشئون السياسية خارج البرلمان، ويقلل من دور الوساطة الذي يلعبه البرلمان.

ـ أغلب كتابك هجوم على سلفيو برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا السابق والذي استخدم إمبراطوريته الإعلامية للإسهام في تحقيق أهدافه السياسية.
ـ منذ 1994 وحتى 1995 ومنذ 2001 وحتى 2006 كان برلسكوني أغنى شخص في إيطاليا، ورئيس الوزراء، ومالك ثلاث قنوات تلفزيونية، والمسيطر على ثلاث قنوات حكومية. هو ظاهرة حدث أن حدثت في إيطاليا، ولعلها تحدث الآن في بلاد أخرى. وسيكون الميكانيزم هو نفسه.

ـ ولكن في الولايات المتحدة وكالات فيدرالية تمنع حدوث هذا النوع من الاحتكار الذي قد يتيح لسياسي ما أن يسيطر على صحف البلد وقنواتها التليفزيونية.
ـ في الولايات المتحدة، ثمة فصل كبير بين الإعلام والقوى السياسية، على الأقل من حيث المبدأ.

ـ لماذا إذن تكون أي دولة غير إيطاليا عرضة لخطر وقوع الإعلام تحت هذه السيطرة التي تصفها؟
ـ من بين الأسباب التي تجعل الأجانب مهتمين للغاية بالنموذج الإيطالي هو أن إيطاليا ظلت طوال القرن الماضي معملا. وقد بدأ ذلك مع المستَقبليِّين الذين صدر لهم مانيفستو عام 1909. تلتها الفاشية التي تم تجريبها في المعمل الإيطالي ثم هاجرت إلى أسبانيا والبلقان وألمانيا.

ـ هل تقول إن ألمانيا أخذت فكرة الفاشية عن إيطاليا؟
ـ بالتأكيد. هذا ما حدث، وفقا لما يقوله المؤرخون.

ـ ربما المؤرخون الإيطاليون فقط
ـ لو لم تعجبك الجملة فلا تنشريها. أنا لا أبالي

ـ أنت إذن تقول إن إيطاليا كانت مبدعة للموضة أو الفن وأيضا للفاشية؟
ـ نعم، ولم لا؟

ـ وما قولك في خليفة برلسكوني، وهو رومانو برودي الذي انتخب العام الماضي وتحول بالحكومة جهة اليسار؟
ـ هو صديق. وأنا أحبه. وإن كنت أظن أن المشاجرات داخل أغلبيته قد استغرقته بعد الانتخابات. كان برلسكوني يمتاز بسمات الممثل الكبير. أما برودي فليس ممثلا، وهذه ليست جريمة، ولكنها نقطة ضعف.

ـ برودي مثقف وليس رجل أعمال؟
ـ نعم، كان أستاذا جامعيا للاقتصاد. في مطلع التسعينيات كان برودي واحدا من زملائي في أحد البرامج التدريسية. وفجأة دخل في عالم السياسة.

ـ هل كان ذلك في قسم الإعلام بجامعة بولونيا الذي تعمل فيه أستاذا للسيميولوجيا؟
ـ لقد تقاعدت هذا الشهر. أنا في الخامسة والسبعين.

ـ هل سبق لك أن وددت الدخول في عالم السياسة؟
ـ لا، لأنني أظن أن كل شخص لا بد أن يهتم بعمله

ـ وهل ترى نفسك روائيا بالأساس؟
ـ بل باحث يكتب الروايات بيده اليسرى

ـ لا أعرف إن كنت قرأتَ شفرة دافنشي لدان براون والتي يرى بعض النقاد أنها النسخة الشعبية من روايتك "اسم الوردة"؟
ـ اضطررت إلى قراءتها بعدما بات الجميع يسألونني عنها. وإجابتي دائما هي أن دان براون شخصية من شخصيات روايتي "بندول فوكو"، وهي رواية عن الناس الذين يبدأون في الإيمان بالمعتقدات السحرية.

ـ ولكن أنت نفسك تبدو مهتما بالكابالاه والخيمياء وغيرهما من الممارسات السحرية التي تظهر في الرواية.
ـ لا. في رواية "بندول فوكو"، كتبت تصويرا بشعا لهذا النوع من الناس. لذلك يعد دان براون من بين مخلوقاتي.

ـ هل تبالي بما إذا كان الناس سوف يقرأون رواياتك بعد مائة عام من الآن؟
ـ من يكتب كتابا ولا يبالي ببقاء هذا الكتاب، فهو كاتب أبله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق