رئيس وزراء لوكسمبورج "جان كلود يونكر" يحذر وينفي في وقت واحد:
أوربا على شفا حرب كالعالمية الأولى
جان كلود يونكر، 58 عاما، الرئيس السابق لمجموعة اليورو ، ورئيس وزراء لوكسمبرج، يشجع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي على المزيد من الإصلاحات الهيكلية، ويبين لماذا يرى تشابها بين 2013 والعام السابق على الحرب العالمية الأولى ويظهر دعمه لحملة إعادة انتخاب أنجيلا ميركل.
شبيجل: السيد رئيس الوزراء، سبعة أسابيع مرت منذ انتهاء عملك كرئيس لمجموعة اليورو. ألا يحدث لك أحيانا أن تصحو في جنح الليل وتقول لنفسك: من المؤكد أنني لا بد أن أدلي بحوار إضافي حول أزمة اليورو؟
يونكر: لا، أنا لا أعاني من أعراض الانسحاب. يمكنني القول إنني أعيش حالة عقلية متزنة. حياتي أقل ارتباكا، وأنا أكثر هدوءا، وأكثر ارتياحا.
ـ على مدار ثماني سنوات، كنت أقرب إلى الرئيس غير الرسمي للاتحاد النقدي. عندما تقوم بحساب منجزاتك خلال هذه الفترة ألا ينبغي عليك أن تعترف أن أوربا نزحت إلى التفكك أكثر مما مالت إلى الترابط؟
ـ بالنسبة لجيلي، كان الاتحاد النقدي دائما مسألة صياغة للسلام. ولكنني اليوم ألاحظ بمزيد من الأسي أن كثيرا للغاية من الأوربيين يعودون إلى العقلية الإقليمية أو حتى الوطنية.
ـ ما الذي تعنيه بهذا؟
ـ الطريقة التي قام بها بعض الساسة الألمان بجلد اليونان بعد سقوطها تركت جروحا بليغة هناك. كما أنه صدمني بالقدر نفسه أن أرى في مظاهرات أثينا لوافت تظهر المستشارة الألمانية ميركل في زي النازي. لقد طفت على السطح بغتة مشاعر كنا نحسبها في ذمة الماضي. كذلك كانت الاتخابات الإيطالية الأخيرة مناهضة لألمانيا بصورة مفرطة، ومن ثم مناهضة لأوربا.
مظاهرات الطلبة في أثينا في 14 فبراير ضد سياسات التقشف
|
ـ أنت تبالغ. فما من أحد اليوم يشكك بجدية في السلام والصداقة داخل أوربا.
ـ هذا صحيح. لكن كل من يعتقد أن قضية الحرب والسلام الداخلية في أوربا قد انتهت إلى الأبد يقع في خطأ جسيم. فالشياطين لم تنصرف بعد، إنما هي نائمة وحسب، مثلما يتبين لنا من الحرب في البوسنة وكسوفو. إنني أرتعد من مدى تشابه ظروف أوربا في 2013 بظروفها قبل مائة عام.
ـ 1913، العام السابق على الحرب العالمية الأولى. هل تعتقد فعلا أن أوربا قد ينشب فيها صراع مسلح؟
ـ لا، ولكنني أرى تماثلات واضحة فيما يتعلق برضا الناس عن أنفسها. في 1913، كان الناس يؤمنون بأن الحرب لن تقوم مرة ثانية داخل أوربا. فالقوى العظمى داخل القارة كانت قد بلغت من شدة التشابك الاقتصادي حدا جعل الرأي العام المنتشر يرى أن هذه القوى لا تقوى على تحمل تكلفة الدخول في صراعات مسلحة. كان الرضا عن الذات قد بلغ أشده على نحو خاص في غرب أوربا وشمالها، وكان مبعث هذا الرضا هو الإيمان بأن السلام قد ساد إلى أبد الآبدين.
ـ تميل الأجيال الجديدة إلى سد آذانها عن ساسة بروكسل كلما حاضروهم حول خنادق فيردون [في إشارة إلى معركة بين فرنسا وألمانيا سنة 1916 انتهت بانتصار فرنسا بعد نحو سبعة شهور من القتال ـ ويكبديا].
جنود فرنسيون أثناء معركة فيردون
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق