الجمعة، 16 نوفمبر 2012

دردشة مع ديفيد ماميت



دردشة مع ديفيد ماميت

حوار: آندرو جولدمان

 ـ وأنا أقرأ كتابك "المعرفة السرية" قلت يا إلهي! هذا الرجل سوف يغضب جمعا غفيرا من الذين يدفعون المال لمشاهدة المسرحيات. ألا يقلقك أن تنفر جمهورك؟
ـ إنني أنفر جمهوري منذ أن كان عمري عشرين عاما. عندما عرضت مسرحية "الجاموس الأمريكي" في برودواي، كان الناس يصيحون قائلين "كيف تجرؤ أن تستخدم مثل هذه اللغة!". طبعا أنا أنفر الجمهور. وهذا ما يدفعون لي كي أفعله.

ـ قبل سنوات وصفت "الجاموس الأمريكي" بأنها تتناول "كيفية قيامنا بتبرير جميع أنواع الخيانات ما عظم منها وما حقر، وجميع أنواع التنازلات الأخلاقية المسماة بالاقتصاد". في كتابك هذا، تدافع عن منح رواتب هائلة للرؤساء التنفيذيين في الشركات المفلسة. يبدو أنك تغيرت تغيرا راديكاليا
ـ حصل. إليك السؤال: هل من العبث أن تدفع شركة مفلسة مئات الملايين من الدولارات لرئيسها التنفيذي؟ الإجابة هي أن هذا قد يكون عبثيا وقد لا يكون، ولكن مالنا نحن أصلا بهذا. لأنه مثلما قال ميلتن فريدمان، القضية ليست في القرارات بل فيمن يتخذ القرارات. لأن الحكومة حينما تبدأ في تحديد ما العبثي، نكون على الطريق إلى العبودية.

ـ ألا ينبغي عليك أن تتبرأ من أعمالك المناهضة للرأسمالية إذن؟
ـ طبعا لا. في ذلك الوقت من حياتي كنت فقيرا تماما وكنت أرضى سعيدا بوظائف المبتدئين. الآن وقد عشت وقتا أطول، بت أرى الحياة من منظور مختلف. ما الذي سوف أفعله، أستمر في التنديد بالرأسمالية طوال حياتي؟

ـ أفترض أنك لا تعيش على نظام غذائي قرائي يقوم على متابعة برنامج راشيل مادو وقراءة ذي نيويورك رفيو أوف بوكس. ما الذي تقرأه بشكل يومي؟
ـ لقد ذهبت إلى استشاري قبل سنوات قليلة، وقال لي "أتريد أن تجعل حياتك أفضل؟" قلت "نعم، طبعا". قال لي "توقف عن الشرب وعن قراءة الجرائد" والتزمت بالأمرين.

ـ ثمة حس معاد للثقافة في حملتك على الفنون اللبرالية، فقد قلت إن خير ما يفعله حامل الماجستير في اللغة الإنجليزية هو أن يحمل كيس البقالة. ألا تعتبر نفسك مثقفا؟
ـ لا أعرف. لو أنك نظرت إلى وصف بول جونسن أو توماس ساول للمصطلح، فالمثقف هو الشخص الذي لا يعي أنه لا يعرف أي شيء.

ـ إذن لو أراد ابنك أن يدرس علم الاجتماع في جامعة كولمبيا، فأنت لن تدفع؟
ـ سأراجع إحصائيات المواليد، فقد قيل لي إن 17 في المائة من الأطفال يولدون لآباء لا يناسبونهم.

ـ كتبت أن كارل ماركس "لم يعمل ليوم واحد في حياته". لكن ما أشد الاختلاف بين كتابه رأس المال وبين طريقتك في كسب قوت يومك. أنت مدرك طبعا أنك لا تعمل في السباكة، صح؟
ـ يا يسوع. اسمع، إليك الخلاصة في شهادات التخصص في الأدب الإنجليزي: لو جلست مع أي شخص وطلبت منه أن يكتب لك قائمة بأسماء الكتاب الذين يحبهم على مدار المائة عام الماضية فانظر كم واحدا منهم معه شهادة في الأدب الإنجليزي؟

ـ شعرت في بعض مواضع الكتب أنك كنت تحاول فقط أن تغضب بعض أصحابك اللبراليين، كقولك مثلا إن الغرب يرى صراع الشرق الأوسط "مسليا".
ـ لا، بل أعتقد أن هذا صحيح. إن هناك معايير مختلفة لليهود. نحن أشبه بـ "آريين فخريين" مثلما قال هتلر عن اليابانيين. معنى هذا أننا لا نكون بشرا إلا حينما يكون مناسبا للعالم أن يعتبرنا بشرا. وهناك كتاب جيد في هذا الموضوع، هو التوراة.

ـ كتبت أيضا عن كراهية "كل بنس تعبت لتحصل عليه ثم يضيع عليك بسبب الضرائب". أي بنس كرهته أكثر من غيره؟
ـ كلهم بالدرجة نفسها. اسمع، مرة كتبت أنا وشيلبي ستيل شيئا فجاءت امرأة بيضاء وسألتنا "وما الذي نستطيع أن نفعله لمجتمع الأمريكيين أفارقة الأصل؟". فكان صمت طويل، ثم قال ستيل بأكثر الأصوات حزنا "دعونا وشأننا". مرعب ما فعلته الحكومة بمجتمع الأمريكان أفارقة الأصل العظيم على مدار الخمسين عاما الماضية.

ـ بالرجوع إلى عروضك المسرحية، هل تهمك المقالات النقدية؟
ـ طبعا مهمة. أنا لا أقرؤها، ولكن المرء لا ينبغي أن يقرأها أصلا ـ أنت تعرفها من ردود أفعال الناس عليها. ليس هناك ما هو أشد صمتا من الهاتف في صباح يوم تتعرض فيه مسرحيتك للهجوم. لن يتصل أحد من خدمة الغرف، أمك لن تتصل بك. إذا لم يرن الهاتف حتى الثامنة صباحا، فأنت في عداد الموتى.

نيويورك تايمز

نشرت الترجمة صباح اليوم السادس عشر من نوفمبر 2012 في ملحق مرايا الذي يصدر مع جريدة عمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق