في كتابه فن الشعر، تحدث هوراس عما يسميه بالرقعة الأرجوانية معتبرا إياها من جملة العيوب التي قد تعاني منها قصائد الشعراء. الرقعة الأرجوانية هي المنطقة الأكثر بريقا في قصيدة غير براقة. هي البيت فائق الجمال في قصيدة عادية أو متوسطة الجمال.
وبرغم أن الرقعة الأرجوانية عيب، بحسب هوراس، إلا أنها أصبحت بالنسبة لي منذ قرأت كتابه ذلك قبل سنوات منهج قراءة اتبعته مع كثير من النصوص. فكثيرا ما تكون البقعة الأرجوانية في قصيدة أو رواية شفيعا لبقية النص، أو محفزا على إكماله. وكثيرا ما تكون هناك رواية تمثل بقعة أرجوانية في حياة كاتبها، ولعل رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" هي المثال الأشهر في هذا الصدد.
غير أن هذا "العيب" كان أساس صناعة كاملة نحن شهود عليها في هذه الأيام. أو لنقل تجنبا للمبالغة إن "الرقعة الأرجوانية" أصبحت أساس قسم من أقسام المكتبة الغربية هو المعرف بالمقتطفات. ففي المكتبة الغربية كتب لا حصر لها لا تضم سوى مقتطفات قالها كتاب وممثلون ومفكرون وموسيقيون وصحفيون، في الحب والزواج والشعر وفي كل شيء. ومؤخرا ترجم الكاتب أمين صالح لمجلة نزوى كتابا من هذا النوع سماه معجم الموسيقى، وهو ـ إن ترجمنا عنوانه الأصلي حرفيا ـ "معجم مقتطفات الموسيقى".
فما السر في هذا الغرام بالمقتطف أو بـ "ما قل ودل"؟ أهو كسل عن قراءة نصوص مكتملة؟ أم ضجر من القراءة لكاتب واحد؟ أم الرغبة في تحصيل الكثير من الأفكار في القليل من الزمن؟ أم هو الشوق إلى الصياغة الجميلة، في زمن عز فيه الجمال، وبتنا ليل نهار معرضين للغة سقيمة تطاردنا عبر الجرائد والإنترنت ومختلف وسائل الإعلام، إلا ما رحم ربي؟
منذ سنوات كنت أعد للنشر كتابا يضم مختارات شعرية مترجمة إلى العربية من شعر الشاعر الأمريكي يوغوسلافي الأصل تشارلز سيميك. حين عثرت في كتاب له عنوانه "العراف العاطل" على مقال بعنوان "يقع المونيطور في غرام متاهته". والمونيطور حيوان أسطوري عاش حبيس متاهة لا يستطيع الخروج منها. في هذا المقال، أورد سيميك عبارات أو فقرات أو شذرات حوارية لا رابط بينها جميعا، اللهم إلا أنها تشكل متاهة الأفكار التي يعيش فيها كاتبها، غير مستاء منها أو شاعر بأنه حبيسها، بل عاشق لها، واقع في غرامها. وكان أن ترجمت ذلك المقال وأثبته في صدر تلك المختارات، فكان ذلك، في ظني، كفيلا بتقديم سيميك كمفكر وشاعر وناقد وقارئ، معا.
لم يكن ما أورده سيميك في مقاله ذلك مختارات أو مقتطفات مستلة من نصوص لآخرين، أو حتى من نصوص له شخصيا. وإنما هي أفكاره هو دونها في كراسات ودفاتر على مدار السنوات، ولم يشأ أن يطورها إلى قصائد ودراسات ونصوص. ولعل السبب في ذلك هو أن لدى الغرب ميراثا في هذا الصدد. فإذا كان لدينا نحن الحكمة والمثل والقول المأثور (وكلها أقرب إلى أسماء مختلفة لمسمى واحد)، فإن لديهم قوالبهم الخاصة بالكتابة الموجزة، سواء التي أبدعها أسلافهم الإغريق مثل الإبجرام، أو التي استوردوها من الشرق الأقصى مثل الهايكو.
وتمر السنوات منذ صدور كتاب العراف العاطل، ويواصل سيميك إنتاجه لفقراته تلك وعباراته، وتتراكم لديه، إلى أن يصدرها جميعا في كتاب مستقل صدر منذ أسابيع قليلة مع تغيير طفيف في العنوان؛ فبدلا من المونيطور، أصبح لدينا المسخ، أو الوحش (فلعل ذلك تغير في نظرة الشاعر إلى ذاته) وإن بقيت المتاهة هي المتاهة.
فيما يلي مقتطفات من هذا الكتاب الجديد والنص القديم
ويقع المسخ في غرام متاهته
ـ هذه ليست قصائد عن أشياء.
ـ فماذا تكون إذن؟
ـ هي هواجس
ـ عن ماذا؟
ـ عن الغيرية المطلقة للشيء.
ـ المطلق إذن ما كنت تفكر فيه؟
ـ طبعا.
الشكل هو الجانب المرئي من المضمون. الطريقة التي يتجلى بها المضمون. الشكل: زمن يستحيل مكانا، ومكان يستحيل زمانا، معا.
تعجبني ملاحظة كلود ليفي شتراوس بأن الفن جميعه انتقاص. وقول جرترود ستاين بأن الشعر ليس سوى مفردات.
الصدفة بوصفها سبيلا لفك عرى الارتباطات التي تقيمها العادة. فأسرع بمجرد أن تنفك، وتناول جزءا من الأجزاء، وأطلق نفسك في رحلة إلى المجهول.
اعتبر فيتراك الصدفة "قوة غنائية". وهو محق بالمطلق. ثمة بهجة حالمة في ألا يعرف المرء إلى أين هو ذاهب.
الرؤية بعينين مفتوحتين والرؤية بعينين مغمضتين. هذا ما تتناوله قصيدة السمكة لإليزابث بيشب.
مأخذي على السوريالية أنها تعبد الخيال من خلال العقل.
القصيدة التي أود كتابتها مستحيلة. حجر يطفو.
ثمة في عرف الخيال شيء مختف في كل شيء. الشيء الداخلي لا يشبه مطلقا الشيء الخارجي، أو الشيء الداخلي مطابق للشيء الخارجي، ولكنه فقط أكثر كمالا. المسألة تعتمد على الميتافيزيقا، أو ربما، على ما يستند إليه المرء، أهو الخيال أم العقل. قد تكون الحقيقة هي أن الخارجي والداخلي متطابقان ومتباينان معا.
كلمات دنكان العميقة: "غموض هنا وهناك، فوق وتحت، الآن وما كان، تحتاج في رأيي نوعا جديدا من الأرقام".
الطليعية: النظر إلى تاريخ الفن والأدب باعتباره "في طور التقدم"، النظر إلى المستقبل باعتباره أفضل من الماضي، وهكذا. أما بالنسبة للمحافظين في الأدب فالأمر معكوس. كان يا ما كان عصر ذهبي، إلى آخره. ونحن مجرد أقزام بعد مردة الرعيل الأول، إلخه إلخه.
من أنماط مفكري القرن العشرين: المرحبون بالتناقضات الفلسفية، المتجاهلون لها، واليائسون بسببها.
الشكل ليس "قالبا" بل "صورة". إنه الطريقة التي تريد أن تتجلى بها دواخلي.
آرتو: "لا صورة ترضيني ما لم تكن في الوقت نفسه معرفة"
أطمح إلى محاصرة القارئ وإرغامه على التخيل والتفكير بطريقة مختلفة.
زمن القصيدة هو زمن التوقع. أظن أحد الشكلانيين الروس قال شيئا كهذا.
كم أتمنى أن أوضح للقراء أن كثيرا من الأشياء المألوفة المحيطة بهم تتجاوز حدود الخيال.
هناك نشرة جوية في كل قصيدة فلكلورية. الشمس ساطعة، كان الجليد يسقط، كانت الريح عاصفة. يعرف الشاعر الشعبي أنه من الحكمة أن يربط الذاتي بالكوني.
الشعر طريقة للمعرفة، ولكن أغلب الشعر لا يقول لنا إلا الذي نعرفه.
بين الحقيقة التي تُرى والحقيقة التي تُسمع، أوثر صمت الحقيقة المرئية.
لو أنني أصنع من كل شيء في الوقت نفسه طرفة وأمرا جادا، فذلك لأنني أبجل الصراع الأبدي بين الحياة والفن، بين المطلق والنسبي، بين المخ والمعدة، إلخ ... لا توجد فلسفة قادرة على قهر وجع الأسنان ... من هذا القبيل.
عادة ما يقع خلط بين الفكر في الفن والتلقين المحتوي على فكرة مكرورة، أو "رسالة". الفكر في الفن الأصيل لا علاقة له بشيء من ذلك.
يحدث شد وجذب كلما تعلق الأمر بصنع قصيدة: هل تترك الأشياء على حالها أم تعيد تخيلها، هل تصور أم تبتكر، تنظر أم تجزم، ترصد أم تبدع، وهكذا. الشاعر كالبقرة كان ينبغي أن تكون له أكثر من معدة واحدة.
هناك ثلاثة أنواع من الشعراء: الذين يكتبون دون أن يفكروا، الذين يفكرون أثناء الكتابة، والذين يفكرون قبل أن يكتبوا.
الدهشة أول الميتافيزيقا. الدهشة من تعدد الأشياء والدهشة من الظن بوحدتها.
أن تصنع شيئا لم يكن له وجود، ولكنه بعد إبداعه يبدو كما لو أنه كان موجودا طوال الوقت.
الاستعارة فرصة للربط بين دواخلي والعالم الخارجي. الأشياء جميعا مترابطة، وتلك المعرفة مقيمة في ضميري.
الشعراء والكتاب الذي أحبهم يقفون وحدهم. الفلسفة أيضا وحيدة. الشعر والفلسفة يصنعان من القراء نوعا بطيئا يعيش في عزلة.
الغباء بهار سري يصعب على المؤرخين أن يحددوا موضعه من هذا الحساء الذي نعبه عبا.
الهوية الأمريكية في حقيقتها هي الاحتفاظ بأكثر من هوية في الوقت نفسه. لقد أتينا إلى أمريكا هربا من هويات قديمة يتمنى القائلون بالتعددية الثقافية الآن لو أننا نستردها.
الغموض هو شرط هذا العالم، وهو ما يتودد إليه الشعر. وهو، بوصفه "صورة للحقيقة"، أصدق مما سواه. وذلك لا يعني مطلقا أن تكتبوا قصائد لا يفهمها أحد.
الاثنتا عشرة فتاة في جوقة الكنيسة كن يرتلن كما لو كانت الكلاب تعقر مؤخراتهن.
إن كتابة قصيدة نثرية أشبه بمحاولة الإمساك بذبابة داخل غرفة معتمة. قد لا يكون للذبابة وجود أصلاً. هي في رأسك. ومع ذلك تظل تكبو وتصطدم بالأشياء أثناء مطاردتك المحمومة. قصيدة النثر هي انفجارة للغة تعقب اصطدامة بقطعة ضخمة من الأثاث.
المكان النموذجي لتدريس الكتابة الإبداعية هو محل كتبٍ مستعملة، هكذا قال صاحبي "فافا هريسيتش".
إنني أكتب لمدرسة كل تلاميذها من الفلاسفة. سيقيمون وليمة وسيذكر التاريخ دوما أنهم ظلوا يطلبون نفس الوجبة مرات ومرات وهم يناقشون الميتافيزيقا. فلاسفة ينشدون تلك اللحظات التي تُختبر فيها الحواس، والذهن، والمشاعر، معا.
حدسي بأن اللغة ليست كافية لاقتناص التجربة، ليس سوى فكرة دينية، أو ما يطلقون عليه اللاهوت السلبي.
يبدو أن غاية كثير من نظريات الأدب اليوم هي إيجاد سبلٍ لقراءة الأدب بمعزل عن الخيال.
ما يشترك فيه الإصلاحيون وبناة اليوتوبيات جميعا هو الخوف من الفكاهة. وهم محقون في خوفهم. الضحك يقوِّض النظام ويسوق إلى الفوضى. الفكاهة ضد اليوتوبيا. إن في نكات السوفييت من الحقيقة أكثر مما يوجد في كل ما وُضع عن الاتحاد السوفييتى من كتب.
عند تقاطع الزمن والأبدية يكون وعيي شرطيَّ مرورٍ يرفع بيده علامة "قف".
أخلاقيات القراءة: هل على الناقد أية مسئولية أخلاقية تجاه مقاصد المؤلف؟ بالطبع لا، هكذا يقول نقاد آخر صيحة. طيب، ماذا عن المترجم؟ أليس الناقد، أيضا، مترجما؟ هل سنقبل ترجمة للكوميديا الإلهية لدانتي لا تقيم اعتبارا لمقاصد الشاعر؟
جومبروفتش أيضاً كان يتساءل كيف يفهم الطلبة الشطار الروايات والقصائد بينما النقاد في الغالب ينطقون بالهراء.
طموح الواقعية الأدبية أن تنتحل إبداع الإله.
الرؤية ليست محددة بالعين، ولكن بصفاء الوعى. ففي معظم الأوقات لا ترى العين شيئا.
فى محاولتهم للفصل بين اللغة والتجربة، يذكرني نقاد التفكيكية بآباء الطبقة الوسطى الذين لا يسمحون لأولادهم باللعب في الشارع.
وقعنا في الولايات المتحدة مؤخراً بين نقادٍ لا يؤمنون بالأدب وأدباءٍ لا يؤمنون إلا بالواقعية الساذجة. يظل الخيال ما يتظاهر الجميع بعدم وجوده.
يحاول الشعر أن يقرِّب المسافة بين الاسم والمسمى. كون اللغة مشكلةً ليس بخبرٍ جديدٍ على الشعراء.
الشعراء الجديرون بالقراءة يؤمنون بما لم يعد يؤمن به عصرهم. الشعراء دائماً مفارقون تاريخياً، عتيقون، غير مسايرين للموضة، ومعاصرون طول الوقت.
هل من الممكن نقل لحظة وعي لازمنية عبر وسيط يقوم على الزمن ـ أعني اللغة؟ هذه مشكلة الصوفي ومشكلة الشاعر الغنائي.
يرد الإحساس بوجودى أولا، ثم المجاز، ثم اللغة.
ليس الوجود فكرة في الفلسفة، وإنما تجربة لا تدركها الكلمات نختبرها من وقت لآخر.
افرض أنك لا تصدق نظرية هوبز بأن الفرد شرٌ والمجتمع خيرٌ، ولا نظرية روسّو بأن الفرد خيرٌ والمجتمع شرٌ. افرض أنك تؤمن بمزيجٍ فوضوي يائسٍ يجمع كل شيء.
مزيجٌ لذيذٌ منزليُّ الصنع من ملاكٍ وشيطان.
نقطةُ اتفاق واحدةٌ بين الفلسفتين الشرقية والغربية: البشر يعيشون عيش الحمقى.
لو كان دريدا على حق؛ لكان كل ما فعله الشعراء صفيراً في الظلام.
إنها الرغبة في عدم إبداء الاحترام ـ شأنها شأن أي شيء آخر ـ هي التي أخذتني في البداية إلى الشعر. الحاجة إلى السخرية من السلطة، وكسر التابوهات، الاحتفاء بالجسد ووظائفه، مجرد التفكير في إمكانية سبِّ كل شيء جعلني أتدحرج على الأرض من فرط السعادة.
ها هو أوكتافيو باث في أفضل حالاته: "ستظل القصيدة إحدى المصادر القليلة التي يتجاوز بها الإنسان ذاته ليكتشف ماهيته الدفينة الأصيلة".
لي صاحب لا يقرأ الشعر الحديث إلا في الحمام.
ها هي وصفة سريعة لعمل قصيدة حديثة من أخرى قديمة. تخلص من المطلع والخاتمة، الابتهال لربات الشعر والرسالة الختامية البارعة.
لا زلت أرى كامي محقاً. التعقل البطولي في مواجهة العبث هو تقريباً كل ما نمتلك.
لم يعرف عن فورييه ـ الذي وضع نموذجاً للمجتمع البشري الكامل ـ أنه ضحك قط. وهكذا يتضح لكم كل شيء. سعادة جمعية خلف نظرة قاتل فولاذية.
اعتراف صادق: أومن بوجود سمكة قابلة للذوبان.
قصيدة النثر نتاج دافعين متناقضين، النثر والشعر، لذلك لا يمكن أن توجد. لكنها موجودة. وهذه هي الفرصة الوحيدة ليتحقق رابع المستحيلات.
فى البداية تبسِّط كل ماهو معقد، تختزل الحقيقة في مفهوم واحد، ثم تبدأ في الانخراط في كهنوت من نوع ما. ما يدهشني إلى أبعد الحدود هو أن كل حكم مطلق جديد، وكل رؤية للعالم أحادية البعد تجذب في الحال الكثيرين ممن يبدو عليهم الذكاء.
تتألف روحي من آلاف الصور التي لا أستطيع محوها. أتذكر كل شيء بوضوح، من ذبابةٍ على جدارٍ في بلجراد، إلى شارعٍ في سان فرانسيسكو ذات صباح مبكر. أنا فيلم قديم باهت مهزوز الصورة، وصامت في الغالب.
الشعر وحده هو القادر على قياس المسافة بين ذواتنا والآخر.
الشكل في القصيدة يشبه نظام أداء الحركات في عرض في السيرك.
يكتب المرء لما يعانيه من شوق إلى أن يقترب من الآخر، ويأسه من حدوث ذلك.
نطلق "حكيم الشارع" على من يعرف كيف يرى ويسمع ويفسر الحياة الصاخبة من حوله.
القصيدة الغنائية غالبا تأكيدٌ فاضحٌ لعمومية الخاص، وعالمية المحليّ، وأبدية الزائل. ويحدث أن يَصْدُق الشعراء. وهذا ما لا يمكن أن يغفره لهم الفلاسفة.
نتكلم عن القافية بوصفها عاملاً مساعداً على الحفظ، وليس عن الصور الأخاذة والتشبيهات الفريدة التي تعرف كيف تجعل من نفسها شيئاً مستحيل النسيان.
مجموعة أخرى من الأميين ثقافياً ابتلينا بهم: أساتذة الجامعة الذين لا يقرؤون الأدب المعاصر ولا يعرفون الفن الحديث ولا الجاز ولا السينما ولا المسرح ولا الموسيقى الحديثة.
الأبدية أرق الزمن. هل قال أحد هذا، أم أنها فكرتي؟
كل فكرة فلسفية هي ـ عند إميلي ديكنسون ـ حبيب محتمل. الميتافيزيقا هي مجال الإغواء الأبدي للروح من خلال الأفكار.
الفرد هو الذي يقوم بالقياس، العالم هو ما يقاس، لغة الشعر هي المقياس. الله! الآن يمكن أن تعلقوني من لساني.
كيف نعرف الآخر؟ بأن نعشق في جنون.
ما الفرق بين القارئ والناقد؟ يتماهى القارئ مع العمل الأدبي بينما يبقى الناقد على مسافةٍ ليرى شكل العمل. القارئ يبحث عن المتعة. الناقد يريد أن يفهم كيف يشتغل العمل. الشبقي والمئول غالبا متعارضان، مع ذلك ينبغى أن يكونا رفيقين.
قصيدة النثر أشبه بكلب يتكلم.
أنا لا "أكتب" أبدا. أنا أشغل نفسى.
حلمت بمصاصة على شكل جمجمة.
لم أر عمرى القمر في الحلم.
فن الشعر: محاولة إضحاك سجانيك.
عندى بيت رعب بحجم رأسى أو بحجم الكون المعروف، لا يهم بحجم أىٍّ منهما.
خيط الحلم الضائعُ. يا لجمال العبارة!
حتى حين أركز كل انتباهى على ذبابة على المنضدة، أحدق خلسة إلى ذاتي.
بالشعر وحده يمكن الإنصات لعزلة الإنسان في تاريخ الإنسانية كله. بهذا المعنى، كل شعراء التاريخ معاصرون.
حياتي تحت رحمة شعري.
كل ما قلته أسيء فهمه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق