الأحد، 15 فبراير 2015

نظرة إلى الزمان والمكان والنسبية والمعنى والعبث (نعم، كل هذا)

نظرة إلى الزمان والمكان والنسبية والمعنى والعبث (نعم، كل هذا)
ريفكا واينبرج








1 ـ النسبية
دزيجان: قال البروفيسير أينشتين "في العالم هناك الزمن. وتماما كما يوجد الزمن، يوجد شيء آخر، هو المكان. المكان والزمان، المكان والزمان. وهذان الشيئان" كما قال أينشتين "نسبيان"، فهل تعرف ما معني "النسبي"؟
شوماخر متنهدا: لأ. والخلاصة؟ استمر.
دزيجان: لا يوجد أحد في هذه الأيام لا يعرف معني "النسبي". سأشرحها لك من خلال تشبيه فتعرف أنت أيضا. النسبية كالتالي: لو أن لديك سبع شعرات على رأسك فهذا قليل للغاية ولو أن لديك سبع شعرات في حليبك فهذا كثير للغاية.
(مقطع من تسجيل كوميدي إذاعي)

2 ـ العبث

في سبعينيات القرن التاسع عشر، اكتأب ليو تولستوي من فرط تفاهة الحياة. كان قد عاشها كاملة، لكن وما معنى هذا؟ لقد كتب يقول "أعترف. عاجلا أم آجلا سوف تأتي الأمراض والموت (وكانت قد جاءت بالفعل) إلى أعزائي، وإليّ، ثم لا يبقى غير النتن والدود. وكل ما لي مهما يكن، مصيره عاجلا أم آجلا إلى النسيان، حتى أنا لن أكون موجودا. ففيم مبالاتي بكل هذا؟"
قصر الحياة كان يشغل تولستوي إلى حد أنه قرر تبنِّي الإيمان الديني ليرتبط بالحياة الأخرى المطلقة، برغم أنه كان يعتبر الإيمان الديني "وحشيا"، "منافيا للعقل". فهل أصاب تولستوي؟ هل الحياة قصيرة إلى حد الاستهزاء بالآخرين وبغاياتهم واعتبار الحياة كلها عبثا؟
في بحث شهير يرجع إلى سنة 1971، وعنوانه "العبثي"، يذهب توماس نيجل إلى أنه لا علاقة لعبثية الحياة بطولها. فلو أن حياة قصيرة تتسم بالعبث، فالحياة الأطول ـ في ما يقول ـ أكثر عبثية. "إن حيواتنا محض لحظات على مقياس الزمن الجيولوجي ناهيكم عن الكوني، وكلنا معرضون للموت في أية لحظة. وبالطبع، ليس أي من هذه الحقائق الواضحة هو ما يجعل الحياة عبثية، إن كانت عبثية. فبفرض أننا نعيش إلى الأبد، ألا تكون حياة عبثية تستمر سبعين عاما، مطلقة العبثية إن هي استمرت إلى الأبد؟"
هذا نهج في التفكير ذو وقع لطيف ولكن مسألة الحكم على ما إذا كانت إطالة العبث تخفِّف من العبثية، هي مسألة تعتمد على ما يجعل الشيء عبثيا وعلى مدى إطالته. فقد تكون الحياة الأطول أقلَّ عبثية حتى لو لم تكن الحياة الأبدية كذلك. والقصيدة القصيرة العبثية لكونها مكتوبة باللوغارتمات ستكون أكثر عبثية إن هي طالت بمزيد من الثرثرة نفسها. لكن، لنفرض أنني قررت ارتداء جيبة قصيرة للغاية، لدرجة أنه يمكن تصور أنها حزام، وفي طريقي إلى الفصل تستوقفني زميلة:
تقول "جيبتك هذه عبثية"
أسألها "عبثية؟ لماذا؟"
تقول "لأنها شديدة القصر".
فأقول "لو أن الجيبة القصيرة عبثية، فالجيبة الأطول أشد عبثية".
والآن من العبثي؟ إن الجيبة عبثية لأنها شديدة القصر. والجيبة الأطول ستكون أقل عبثية. لماذا؟ لأنها لا تعاني من نفس السمة التي تجعل الجيبة القصيرة عبثية، وهي على وجه التحديد، سمة القصر السخيف. ومثل هذا ينطبق على الإضراب عن الطعام لمدة ساعة. فمغزى الإضراب عن الطعام هو توضيح أن امرءا لديه شعور بالغ القوة تجاه شيء ما، إلى حد أنه مستعد لمعاناة نقص التغذية لوقت طويل  لإيضاح ذلك. فإذا كنت ستجوع لمجرد "ساعة" فأنت لم توضح أي شيء. وإضرابك عن الطعام لمدة ساعة عبثي لأنه شديد القصر. فإن أطلته إلى شهر أو عام، فقد يتم النظر إليك بجدية. ولو أن الحياة عبثية لأنها قصيرة، فقد تكون أقل عبثية إذا هي أصبحت أطول بقدر مناسب.

العبثية تتحقق حينما تكون الأشياء أقل مواءمة أو مناسبة لأغراضها أو مواقفها، وحينما تبلغ في عدم مواءمتها ذلك درجة السخف، كأن يرتدي أحد زي مهرِّج وهو ذاهب لإجراء مقابلة لوظيفة (في غير السيرك) أو كأن تطلب من كلبك أن يقول لك كم الساعة. فهل تعدُّ حياة مداها ما بين 75 و85 عاما في صحة جيدة ووضع محترم  حياةً قصيرةً إلى حد اعتبارها غير مناسبة أو موائمة للأغراض البشرية؟
3 : الزمن
الزمن، وكلنا يعرف حتى من قبل أن يقولها أينشتين، نسبي.  يطير طيران ونحن نمرح، و"يزحف كالسلحفاة من يوم إلى يوم" حينما يحطمنا الإحساس بالذنب. خمس دقائق أقصر مما ينبغي لشرح نظرية أينشتين في النسبية، ولكنها المدة الكافية ليتناول دزيجان وشوماخر النسبية على طريقتهما. إدراكنا للزمن نسبي إلى المكان، نعم، ونسبي أيضا إلى الغرض، وإلى مدد زمنية أخرى، وإلى المهمة المقصودة، وربما إلى أشياء أخرى لم أفكر فيها.
ولتقييم ما إذا كانت الحياة البشرية أقصر في الغالب مما ينبغي، انظروا إلى الأهداف والأغراض البشرية. الشائع أن لدى البشر نوعين من الشواغل: الحب والعمل. ولقد كتب الكثير عن مدى ضآلة الوقت المتاح لكلا الأمرين حتى لم تعد بنا حاجة لمزيد من التفصيل. ويكفي القول إنني حينما يسألني الناس كيف أتمكن من أن أكون فيلسوفة، وأمًّا، ومعلمة، وزوجة، وكاتبة إلى آخر ذلك فالإجابة البديهية هي: بقيامي بكل ذلك على نحو سيء. بوسعنا أن نتخلى عن الحب أو نتخلى عن العمل، ولكن التخلي عن مسعى إنساني أساسي لتوفير مزيد من الوقت لمزيد من الإجادة في مسعى آخر يتركنا في أفضل الحالات بنصف حياة. بل إن نصف الحياة ليس يسيرا على أكثرنا، فالحياة أقصر من أن تستوعب العمل وحده.
فما يكاد يحين الوقت الذي يعرف فيه أغلبنا أي نوع من العمل قد يستمتع به ويجيده، حتى لا يكون متبقيا غير وقت قليل له. ولا يكاد يحين الوقت لنفهم أي شيء، حتى نكون قد بدأنا في فقدان عقولنا. فالتراجع المعرفي المرتبط بالتقدم في السن يبدأ مع العشرينيات، عندما تكون القشرة الأمامية المسؤولة عن الحكم قد أكملت أخيرا عملية نضوجها. ويزداد معدل التراجع المعرفي مع التقدم في العمر، لتتسارع وتيرته بعد الستين.
ولا تكون رحلتنا مع الحب أفضل حالا. فامتلاك الحكمة والنضج اللازمين لاختيار الحبيب المناسب بحيث لا تكون الحياة شقاء على الجميع يستغرق وقتا وخبرة. والعلاقات تستوجب الانتباه، والانتباه يحتاج إلى وقت. والأطفال أيضا يستهلكون وقتا كبيرا، وتأملا وخبرة، غير أن فطرتنا تهيئنا لإنجاب الأطفال ونحن شباب مفتقرون إلى الحكمة.
لعل مشكلتنا لا تكمن في أنه ليس لدينا الوقت، بل في أننا نهدر الوقت الذي لدينا. وذلك هو الرأي الذي اشتهر عن سينيكا. ("ليس الأمر أن الوقت المتاح لنا قصير، بل أننا نضيع الكثير من هذا الوقت"). وأغلبنا لا يستطيع التوقف عن "تضييع" الوقت. فالنادر منا هو ذلك القادر على بلوغ الحد الأقصى من الكفاءة والإنتاجية. أما بقيتنا ـ أي كلنا تقريبا ـ فيصدق فينا رأي سينيكا، يصدق ولا يسمن من جوع.
لو أننا أفنينا أعمارنا كلها في لوحة عظيمة أو لحن جميل، وحتى لو صار هذا العمل رائعة أو تحفة، فقد نشعر بعبثية إنفاقنا كلَّ أعمارنا على هذا العمل. فحياة تنقضي على هذا النحو لا بد أنها حياة ضيقة، محصورة في نوع من الهوس. فلا تبدو هذه طريقة عاقلة لإنفاق المرء حياته كلها. بل يبدو أن فيها إفراطا. أما لو كان لدينا وقت أطول، فربما نوفّر منه ما يكفي لتأليف كثير من الكتب، ورسم كثير من اللوحات، وتأليف كثير من الألحان، على مدار مائتي عام أو نحوها. بل إننا قد نشعر بالامتلاء، والتحقق، واللاعبثية. وربما لا يحدث هذا، ولكننا على أية حال سنكون نعمنا بفرصة أكبر من المتاحة لنا الآن، في مدانا العمري المارق المضحك الضئيل.
ماذا لو كنا نعيش خمسمائة عام مثلا أو ألفا؟ هل كنا لنضخِّم طموحاتنا جاعلين الحياة تبدو عبثية لقصرها دون الأغراض البشرية، مهما بلغ طولها؟ أهي طبيعة البشر أن يغالوا في طموحهم، فيكتبوا العبث على أنفسهم بظنهم بإمكانية تحقيق منجزات ليس لديهم الوقت لتحقيقها؟ لماذا لم نقلل من طموحاتنا فتلائم ما لدينا من الوقت؟ هل المشكلة في طبيعتنا أم في مدى أعمارنا؟
قد لا يكون ثمة سبيل للتأكد، لكن انظروا في حقيقة أنه برغم أن لدينا طموحات لا تلائم أعمارنا. لا يبدو أننا دائمو التبني لطموحات لا تلائم سلالتنا من زوايا أخرى غير الزمن. فليس عبثا بالنسبة لنا أننا غير قادرين على الطيران أو البيات الشتوي. ونحن لا نعتقد أن عجزنا عن كتم أنفاسنا إلا لدقائق بدلا من ساعات، أو عن حفظ أسفار بدلا من صفحات يفقد الحياة البشرية معناها. لا نجد أن عجزنا عن قراءة أفكار بعضنا البعض، ومحادثة الحيوانات، والتوهج في العتمة، والجري بسرعة ستين ميلا في الساعة، وحل أعقد المعادلات في رؤوسنا في وقت واحد أو رفع ألف طن أمورا تثير السخرية المريرة من الوجود البشري. يزيد هذا من احتمال أن الحياة ـ إن ازدادت طولا ـ قد تقل عبثية قصرها قياسا إلى أغراضنا.
وكما قد يكون العمر أقصر مما ينبغي، فقد يكون أطول مما ينبغي. بل إنه بالنسبة للكثيرين أطول كثيرا من اللازم أصلا. فكثير من الناس بَرِمون بالحياة، مستاؤون من الوضع البشري، منهكون من المعاناة، ضائقون من العيش. فمن يرون الحياة أطول مما ينبغي، ستكون حياتهم أسوأ وأشد عبثية إن هي ازدادت طولا. غير أن البعض يرى الحياة شديدة الطول لأنها شديدة القصر، بمعنى أن الحياة تعد عبثية لكونها قصيرة، فحتى الحياة العبثية القصيرة تبدو شديدة الطول لأنها عديمة الجدوى. فالحياة التي تكون عبثية بسبب قصرها الشديد سوف تعد أقل عبثية إن هي طالت بقدر لا بأس به.

والحياة لمليون عاما أو إلى الأبد قد تكون أطول مما ينبغي قياسا إلى الطبيعة والأغراض البشرية أيضا، برغم أن حياة كهذه ستكون على قدر من الاختلاف لا نملك إلا أن نتكهن به تكهنا. فقد تصبح الحياة إلى الأبد مملة، ضجرة الناس. والالتزام العاطفي على مدار العمر ـ وهو الذي يبدو الآن ذا معنى ـ قد يتوقف عن الوجود بالمرة. والحياة لمليون عاما أو إلى الأبد قد تبدو مفرطة الطول وقد تَزِلُّ إلى العبثية. فلكل شيء وقته. وفي كل من العمر شديد القصر والعمر شديد الطول تحديات عبثية يجابه بها الحياة ذات المعنى.
ولكي يفلح عمر من خمسمائة عام أو ألف عام في تقليل عبثية الحياة، سيكون علينا أن نتمكن من الحفاظ على إحساس بالذات على مر الزمان. وما بقيت ذاكرتنا تعمل واستمراريتنا البيولوجية على حالها، فقد يصمد إحساسنا بالهوية (ولو بدرجة لا تقل عما هو قائم في ظرفنا الراهن على الأقل). وثمة أيضا مسألة الإدراك. ففيما نهرم، يبدو الزمن أسرع مرورا، ربما لأننا نزداد ألفة بالحياة فلا ننتبه إليها. ولو أن لنا أن نعيش لوقت أطول، فسيكون علينا أن نجد سبيلا إلى الملاحظة لئلا يبدو الزمن أيضا سريع المروق أمام غفلتنا. وهناك من بعد ذلك الصحة. بديهي أن العبث لا يقل إن نحن أطلنا أمد تدهورنا. فسيكون لزاما على العمر الطويل أن ينقضي في حالة صحية لائقة. حينئذ قد يجعل العمر الطويل الحياة أقل عبثية.

4 ـ المكان
في نظام الأشياء لا يشغل البشر غير حيز شديد الضآلة. كوكب الأرض جزء ضئيل للغاية من الكون. وكل فرد يشغل حيزا شديد الصغر من هذا الجزء الضئيل من الكون بحيث يمكن القول إنه لا يكاد يشغل حيزا من الأصل، قياسا إلى الكون كله أو حتى قياسا إلى كوكب الأرض. وصغرنا الفيزيائي نسبة إلى الأرض أو إلى الكون يعني لدى البعض التفاهة ومن ثم العبثية، عبثيتنا.
ولكن العبثية لا تتحقق إلا عندما لا تلائم الأشياء أغراضها، وصِغَر الإنسان وضآلة الحيز المخصص له لا يعدَّان غير مناسبين للأغراض البشرية. فخلافا لزمن العمر البشري، وهو غير المناسب للأغراض البشرية، ليس المكان كذلك. فلا نحن أصغر ولا أضخم من أن نقوم بما نريد القيام به. لسنا مرغمين على العيش مكدسين في كهوف صغيرة، لسنا خفافا فتعصف بنا الريح هنا وهناك. ولو كنا مرغمين أن نعتلي ظهور بعضنا البعض وصولا إلى ورق شجر لا بقاء لنا بدونه، فلعلنا كنا لنشعر بالعبثية. ولكن كان بوسعنا في تلك الحالة أن نتكيف لنتواءم مع هذه السمة الفسيولوجية أو نبني سلالم تسهِّل علينا التقاط الورق. ولو كان المجال ضيقا على أقدامنا، فربما كنا لنشعر أننا على قدر عبثي من الضخامة، نزحف على بطوننا طلبا للتنفس، غير أننا لو كنا من الزاحفين على البطون لبدا ذلك طبيعيا لنا ولتكيفت أجسامنا مع الزحف. ولقد تطورنا متكيفين مع حيزنا، سواء الحيز الذي نستولي عليه، أو المتاح لنا.
المكان ألين عريكة من الزمن. فنحن نصنع المقاعد والموائد بما يلائم القياس البشري، ونفجر الجبال مفسحين فيها مجالات للطرق. ونقيم أماكن الحياة أفقيا ورأسيا بحيث نعيش في مدن كثيفة السكان. ولقد غزونا المكان إلى حد ما بتسريعنا السفر وإنشائنا من التقنيات ما يمكِّننا من سهولة التواصل عبر المسافات الكبار. فلانت لنا الحياة، وإن لم تقل عبثيتها، لأن عبثية الحياة البشرية ليست مشكلة مكان. ولو توفَّر لنا الوقت الكافي لاستطعنا أن نغزو المزيد من المكان، ولكن المزيد من المكان لن يحل صعوباتنا المتصلة بالزمن.
إن للناس احتياجات مكانية، ولكن في ضوء قدرتنا على التعامل والتكيف مع المقاييس المكانية، لا يبدو أن المكان الذي علينا أن نعيش فيه حاسم في إحساسنا بأنفسنا. فقد تبدو الحياة شديدة القصر منقوصة، بل ومأساوية، في حين لا نمتلك رؤى مماثلة إزاء شديدي الضخامة من الناس أو شديدي الضآلة. فمنذا الذي يبالي إذا كنا صغارا؟ هذه مجرد سمة، إن شئتم ملاحظتها. وحقيقة كوننا في غاية الضآلة قياسا إلى الكون الشاسع ليست سبيلا لتبيان أن علاقتنا بالمكان تجعل حياتننا عبثية. وإذن بوسعنا القول إنه لا مجال ثمة لقول إننا صغار (فالصغر نسبي، والقول بصغرنا لا بد أن يقترن بنسبة حجمنا إلى شيء آخر). والخلاصة أن حجمنا غير ذي صلة بالموضوع.
والشاعر الإنجليزي آندرو مارفل يبدأ قصيدته الشهيرة "إلى الحبيبة الخجول" بطلبه تحديد يوم للحب فيقول إنه لو كان بيده، لانتظر وتضرع أكثر وأكثر، "لو كان لنا غير هذا العالم والزمن/لما كان خجلك سيدتي ليعدَّ جريمة". كان مارفل محقا بشأن الزمن، ومخطئا بشأن العالم. فليس لدينا غير القليل من الزمن، أما العالم فلدينا منه ما يكفي.


5 ـ المعنى
عبثية الحياة البشرية تمثل تحديا أمام معناها. فالعبثية والمعنى لا يتماشيان. غير أن هذا لا يعني أن الحياة إذا لم تكن عبثية فهي ذات معنى. فإزالة عقبة العبثية لا تستوجب مسارعة المعنى إلى الظهور. لكننا لو لم نقدر على إزالة عقبة العبثية فسيكون من الصعب أن نخلص بأن للحياة معنى أو نحدد ما قد يكونه ذلك المعنى. ويبقى زي المهرج معترضا طريقنا.
*ريفكا واينبرج أستاذ مساعد الفلسفة بكلية سكريبس بكليرمونت في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. يصدر لها قريبا عن مطبعة جامعة أوكسفورد كتاب "مخاطرة العمر".


عن نيويورك تايمز 
نشرت الترجمة في جريدة عُمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق