كارل دينيس |
شموع
كارل دينيس
لو أنك في عيد ميلاد جدتك تشعل شمعة
إكراما لذكراها،
فربما عليك أن تفكر في شمعة أخرى
لذكرى شخص آخر
لم يقابلها قط
رجل لعله وفد إلى المدينة التي كانت تعيش فيها
باحثا عن عمل لم يجده.
تخيله وهو يمضي إلى جولة في الصباح
ـ وقد مضى عليه شهر
وهو يتصفح إعلانات الوظائف الخالية ـ
تخيله يريد أن ينعش نفسه في الحديقة
قبل أن يواصل السعي.
وهب أنه يرى على الطريق المرصوف بالحصى
شظايا زجاجة خضراء
سيكون من نصيب جدتك
ـ التي كانت أيامها فتاة صغيرة ـ
أن تدوس عليها وهي تمشي حافية
بعيدا عن زميلاتها في الرحلة المدرسية،
لو أنه لم ينحن
لو أنه لم يجمع الزجاج في ملحق الإعلانات المبوبة
ويحمله إلى سلة القمامة.
لكي تشعل شمعة إكراما لذل ك الرجل
لا ينبغي أن تفترض الجرح غائرا،
هو مجرد جرح كان سيبقيها في البيت في تلك الليلة،
الليلة التي تقابل فيها هيلين،
هيلين التي تصبح بسرعة صديقتها المقربة
والتي يقدم شقيقها جورج لجدك بعد ثلاثين عاما قرضا
فلا ينهار محل الأحذية الذي يمتلكه في الكساد الكبير
ويتمكن ابنه، أي أبوك، من البقاء في المدرسة
فيتوهج حبه للتعلم،
حبه الذي سوف يعمل لاحقا على أن يغرسه فيك أنت.
امتنانك لأبيك على جهوده
يظهر في الشموع التي تشعلها من أجله.
لكن اليوم، وعلى سبيل التغيير،
لم لا تشعل شمعة
للرجل الذي لا تعرف اسمه؟
فكر للحظة فيه
هل مات في بيته وسط أصحابه وأهله
أم وحيدا على الطريق
في العراء
بلا أحد يجلس بجواره
ويمسك يده
يده التي آن الأوان لتتخيل نفسك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق