الثلاثاء، 19 أغسطس 2008

كان أجمل ما في فلسطين والفلسطينيين والعرب واللغة العربية

تقدم الإعلامية الأمريكية آيمي جودمان برنامج "الديمقراطية الآن"، وهو برنامج تليفزيوني إذاعي يُبَثُّ عبر قرابة سبعمائة قناة تليفزيونية ومحطة إذاعية. وقد استضافت آيمي جودمان في برنامجها هذا كلا من الشاعر الأمريكي عراقي الأصل سنان أنطون، والشاعر الأمريكي فلسطيني الأصل فادي جودة، وكلاهما من مترجمي شعر محمود درويش إلى الإنجليزية، للحديث عن الشعر وعلاقتهما به.

كان أجمل ما في فلسطين والفلسطينيين والعالم العربي واللغة العربية

آيمي جودمان: استمعتم الآن إلى شعر محمود درويش. تم إعلان الحداد ثلاثة أيام في الضفة الغربية وقطاع غزة بمناسة وفاة شاعر شعراء الفلسطينيين محمود درويش، الذي كان يعد أحد أهم الشعراء العرب، والذي توفي عن سبعة وستين عاما في مستشفى ميموريال هيرمن بسبب مضاعفات إثر عملية جراحية.
أقيمت مراسم تذكارية بسيطة في هيوستن يوم الأحد، ومن المتوقع أن يتوافد عشرات الآلاف للمشاركة في الجنازة الرسمية التي سوف تقام يوم الثلاثاء في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
يمثل محمود درويش شخصية أدبية سامقة على مدار ما يربو على أربعة عقود، شعره معروف في شتى أنحاء العالم العربي، يحبه أناس من مختلف المشارب.
ولد درويش في الثالث عشر من مارس عام 1942 في قرية بيروي في فلسطين. حينما كان في السادسة من عمره، احتل الجيش الإسرائيلي القرية ثم دمرها بجانب أكثر من أربعمائة قرية فلسطينية. فرت أسرته إلى لبنان ثم عادة بصورة غير شرعية إلى ديار الأسد المجاورة.
صار درويش وأفراد أسرته لاجئين داخليا يعيشون في ظل الحكم العسكري الإسرائيلي ومصنفون قانونيا بوصفها "غرباء حاضرين غائبين". وعندما غادر درويش البلد في عام 1970، كان قد اعتقل عدة مرات بتهمة إلقاء الشعر والتنقل من قرية إلى قرية بدون تصريح. عاش في المنفى حتى عام 1996 الذي سمح لع فيع بالعودة لزيارة أمه.
ظل محمود درويش أغلب سنوات حياته ناشطا سياسيا، وكان غالبا ما يسمى بـ "شاعر المقاومة". كان عضوا في الحزب الشيوعي الإسرائيلي في الستينيات [من القرن العشرين] ثم انضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية، التي ظل عضوا في لجنتها التنفيذية حتى استقالته في عام 1993 على خلفية اتفاقات أوسلو للسلام.
كتب درويش أكثر من ثلاثين كتابا شعريا ونثريا، وترجم إلى خمس وثلاثين لغة. أصدر ديوانه الأول "عصافير بلا أجنحة" وهو في سن التاسعة عشرة. فاز بعدد من الجوائز في حياته، من بينها جائزة لينين للسلام عام 1983 وجائزة مؤسسة لينان للحرية الثقافية عام 2001.
معي الآن شاعران ترجما بعض أعمال محمود درويش [إلى الإنجليزية]، فمرحبا بكما في "الديمقراطية الآن". معنا في الاستوديو الخاص بنا في نيويورك سنان أنطون وهو شاعر وروائي ومترجم وسينمائي عراقي، وهو أيضا أستاذ للأدب العربي في جامعة نيويورك. صدر أحدث دواوينه باللغة الإنجليزية بعنوان "أغنيات بغداد الحزينة"، أهلا بك في الديمقراطية الآن.
سنان أنطون: سعيد بوجودي هنا
آيمي جودمان: كلمنا عن أهمية محمود درويش.
سنان أنطون: من الصعب للغاية في حقيقة الأمر أن نحيط بأهمية محمود درويش، إذ ثمة مستويات كثيرة، منها ما ذكرتيه أنت وهو المستوى الفلسطيني، ومنها أيضا كونه أيقونة ثقافية، ومنها أنه أيضا واحدا من آخر شعراء العالم العظماء، وذلك لأنه وإن بدأ مسيرته الشعرية كشاعر للمقاومة ـ كما كان يقال عنه ـ إلا أنه كان عبقريا في تجاوز نفسه، كما كان، من قبل ومن بعد، عبقريا في الخروج بالمأساة الفلسطينية إلى المستوى العالمي، وفي الصعود بنفسه من مستوى الشاعر العربي العظيم، الشهير على الصعيد المحلي، إلى مستوى الشاعر العالمي الذي استطاع أيضا أن يرتقي بالذائقة الشعرية العربية في العالم العربي وأن يحقق توازنا بين الذاتي والسياسي، فيصبح شاعرا سياسيا بالغ الأهمية، وأن يطور من شعره في السنوات العشر أو الخمس عشرة الأخيرة تطويرا كبيرا، في الوقت الذي كان غيره يعانون من أجل كتابة أي شيء جديد.
آيمي جودمان: كيف تعرفت به؟
سنان أنطون: شعر درويش كالخبز. ومن هنا كانت [وفاته] صدمة للكثيرين منا، فقد كان وجوده بالنسبة لنا من قبيل المسلمات. لقد نشأت في العراق، وهناك كنا نقرأ شعره في الكتب المدرسية، ولكنه أيضا كان يأتي إلى كثير من المهرجانات الثقافية في العراق. فكان أي شخص مهتم بالشعر ـ والشعر بالمناسبة هو القالب الأدبي الأساسي في الثقافة هناك ـ لا يملك مهربا من التعرف على محمود درويش والوقوع في هوى شعره، لا سيما في منتصف الثمانينيات عندما ارتقى إلى مستوى جديد، فلم يعد مجرد شاعر المقاومة وشاعر فلسطين. وينبغي أن أقول إن كثيرا من التابينات لا سيما المكتوبة بالإنجليزية قلصت درويش إلى كونه شاعر الشعب الفلسطيني، وقد كان كذلك طبعا، ولكنه كان أكثر من ذلك بكثير أيضا.
آيمي جودمان: هل التقيت به شخصيا؟ متى التقيت به شخصيا؟
سنان أنطون: كان من حسن حظي أن قابلته مرتين: في فيلادلفيا عندما جاء ليتلقى جائزة لينان، وفي القاهرة في عام 2003 عندما أتاها من رام الله ليلقي شعره فيها، فكان من حسن حظي أن التقيت به في لقاء جمعه ببعض مترجميه.
آيمي جودمان: أود أن أنتقل إلى هيوستن، التي مات فيها محمود درويش، حيث يوجد معنا فادي جودة وهو شاعر وطبيب ومترجم فلسطيني أمريكي. أنت تعمل في المستشفى التي توفي فيها محمود درويش؟
فادي جودة: لا، تدربت هناك. ولكنني لا أعمل فيها، أي المستشفى، الآن.
آيمي جودمان: هل تكلمنا عن أهمية درويش والطريقة التي تعرفت بها إليه؟
فادي جودة: في ظني أن محمود درويش ربما يكون أجمل وجه من أوجه فلسطين والفلسطينيين والعالم العربي واللغة العربية في اللحظة المعاصرة. واحتواء دؤويش على كل هذا الجمال هو الذي يجعله بالقطع، وكما ذكر سنان، يتجاوز المحلي والإقليمي إلى العالمي والإنساني. كان إنسانا خجولا إلى أبعد الحدود، يتوافد الناس عليه، وكان أيضا عذبا وسخيا.
آيمي جودمان: قمت بترجمة كتاب لدرويش بعنوان "حمل الفراشة"، هل يمكن أن تكلمنا عن هذا؟
فادي جودة: محمود درويش شاعر حاول طوال الوقت أن يجدد نفسه. تعرفين أن كثيرا من الشعراء المتحققين يعانون من الركود في سنواتهم الأخيرة، يثبتون على آخر أساليبهم على حد تعبير أدورنو Adorno أو إدوارد سعيد، ولكن درويش لم يكن يؤمن بهذا، بل بميلاد دائم متجدد، وكانت أعماله الأحدث دوما أحب إليه. وقد أردت، حينما بدأت الاتصال به، ألا أركز على ما يحلو للعرب في العالم العربي وخارج العالم العربي أن يركزوا عليه في أعماله، أي القصائد الملحمية المكتوبة في التسعينيات والثمانينيات وحتى قبل ذلك. وكان دائما ما يريد أن يصطحب القارئ إلى الأعمال الأحدث، إلى أعلى ما وصل إليه باللغة والجماليات.
وقد ركزت على أحدث أعماله، فجمعت ثلاثة كتب في كتاب، الأول هو سرير الغريبة، وهو ديوان قصائد حب، تتضمن حوارا بين الأنا والأنا المؤنثة، وفي هذا الكتاب تندمج الكثير من التقاليد الأدبية الراسخة الخاصة بقصيدة الحب وتتطور إلى شكل معاصر وحديث. وهناك أيضا كتاب "حالة حصار" وهو عبارة عن قصيدة غنائية طويلة يسجل فيها الشاعر دمار رام الله في الأيام الأولى للانتفاضة الثانية، وأخيرا هناك كتاب جميل أعتبره شخصيا علامة فتح جديد في حساسيته الشعرية وهو "لا تعتذر عما فعلت".
وقد أردت أن أفعل ذلك من ناحية لأن من أهم سمات درويش المبهرة هي مقدرته على تغيير لغته. لقد صدر سرير الغريبة عام 1998، ولا تعتذر عما فعلت عام 2003، ولو أن القارئ تأمل آخر قصيدة في الديوان الأول، وأول قصيدة في الأخير، لتبين له أن ثمة تغيرا في اللغة ينحو تجاه المستوى الحواري بل واللغة اليومية ويبقى كما قال لي حافلا بغنائية عالية واستعارات معقدة. وكان ذلك ما أحببته وأحبه الكثيرون فيه، أعني مقدرته على تجديد كتابته. وقد أردت أن أنقل هذا إلى الإنجليزية.
يؤسفني أن أقول إن درويش تأخر في الوصول إلى اللغة الإنجليزية. لقد لقي احتفاء في العالم كله، ولكني أعتقد، أقصد أنني أتمنى لو كان وجد تلقيا واحتفاء في الإنجليزية، منذ وصوله إلى مستوى الشعراء العالميين في أواسط الثمانينيات وبداية التسعينيات، لا أعرف إن كان مكمن هذه المشكلة هو عدم توفر المترجم المناسب. ربما. ولكنني لا أظن أن ذلك كان السبب الوحيد. ولا أعرف على وجه الدقة ما الأسباب الأخرى.
آيمي جودمان: فادي جودة، هل يمكن أن تلقي علينا قصيدته الأخيرة، قصيدته الختامية، التي تقوم بترجمتها الآن؟
فادي جودة: لا، للأسف. لا أستطيع. فهي قصيدة قد تحتاج عشرين دقيقة. هي قصيدة ملحمية عنوانها "لاعب النرد".
اتصل بي محمود درويش منذ ثلاثة أشهر، وأخبرني بتدهور حالته الصحية، وبعد شهر، عرفت أو قرأت أو سمعت أنه ألقى القصيدة في رام الله، وحينما قرأتها، علمت يقينا أنه كان يراهن، أو أنه كان يلقي النرد على احتمال أن تكون هذه هي قصيدته الأخيرة. وقد طلب مني أن أترجمها.
يمكنني أن أقول لكم إنها تبدأ بقوله "من أنا لأقول لكم ما أقول لكم؟" و"من أنا" في قصائد درويش السابقة كانت لها دائما نبرة تفوق نبرة السؤال الموجه بالفعل إلى الذات. ولكن "من أنا؟" في هذه القصيدة في ظني تكتسب نبرة مختلفة، نبرة تواضع وانسحاب، وذلك لأنه في المقطع الأخير يكررها قائلا "من أنا لأخيب ظن العدم؟ من أنا؟ من أنا؟"
آيمي جودمان: فادي جودة، أنت مقيم في هيوستن. وأنت طبيب فيها. وأنت شاعر. وأول المراسم التذكارية، أول جنازة، أقيمت له كانت هناك، قبل جنازة رام الله. هل يمكنك أن تكلمنا عما جرى عندك، وعن كيفية موت محمود درويش؟
فادي جودة: حسن، خضع محمود درويش لجراحة شريانية كبيرة وضرورية، وهي جراحة تنطوي على قدر كبير من الخطورة. ولكن درويش كان رجلا شجاعا وكان يحب أن يعيش محتفظا بكرامته محافظا عليها، وقد رأى أنه لا يريد أن يعيش وشبح الموت الفجائي يخيم على حياته، وقرر أن يسير وراء الأمل في أن تكون له حياة جديدة، أو فرصة جديدة في الحياة، فخضع لإجراء هذه الجراحة الكبيرة، وهو يعلم علم اليقين أن أي خطأ يحدث لن يجعله درويش الذي يعرفه. وأنا أعرف يقينا، وأعرف لأنه قال لي هذا بصفة شخصية، قال إنه إذا حدث خطأ في الجراحة، وهي جراحة كما سبق وقلت تنطوي على مخاطرة عالية، فإنه لا يريد أن يخرج منها سليما. وأتصور أن جسده بطريقة ما قد استجاب لإرادته. إنه رجل مليء بالكرامة، كما سبق وقلت، وما كان ليود أن يعيش بنصف الرجل الذي كانه من قبل أو حتى بثلاثة أرباعه.
أقيمت صلاة الجنازة في المسجد الكبير بهيوستن، وحضرها حوالي مائتا شخص. ثم، في مساء ذلك اليوم، أقيمت أمسية تذكارية حيث حضر الكثيرون، وتكلم الكثيرون. وشارك أيضا ممثل للسلطة الفلسطينية، إذ جاء رفيق الحسيني لأن كثيرا من مسئولي السلطة الفلسطينية كانوا قد أتوا لمصاحبة الجثمان في رحلة عودته إلى عمان بالأردن.
كانت أمسية حضرها مزيج غريب من أناس عرفهم درويش، وعرفوه، وإن كان أغلبهم لم يعرف كيف كان درويش يحب قهوته، أو كيف كان يحب حليبه، أو كيف كان ينام، أو كيف كان يستيقظ. كان درويش بالنسبة لنا شخصا أكبر من الحياة، وأظن لأن الفرصة لم تتح للكثيرين منا أن يعرفوه إلا من خلال شعره أو من خلال صورته العامة، أظننا لهذا نسينا أنه كان إنسانا، يستيقظ من النوم، ويحلق لحيته، ويستحم ويذهب إلى الحمام، ويماس كل هذه اليوميات البسيطة.
وأحسب أن من الصعوبة بمكان أن نركز على محمود درويش كإنسان لا كأسطورة أو كشخصية عاشت ـ كما قال في إحدى قصائده صادقا وساخرا ـ كما لم يعش شاعر من قبل، حكيما وملكا عاش درويش. ويا له من إنجاز خارق، أن يعلم المرء في حياته أنه حقق الخلود من خلال فنه. والفنون كما يقول درويش هزمت الموت. وهو يعرف أن فنه هو قد هزم الموت.
آمي جودمان: سنان أنطون: هل يمكن أن تكلمنا عن تطور أعمال درويش وتأثيره داخل العالم العربي وخارجه؟ أعرف أيضا أنه كان متحققا جيدا في العبرية
سنان أنطون: سبق أن قلت إن درويش بدأ داخل ما نسميه بشعر المقاومة، في وقت كانت فيه هوية الفلسطينيين تتعرض للمحو لو أننا نتذكر قول جولدا مائير "لا وجود للفلسطينيين". فكان رد محمود درويش "أنا عربي" أو "سجل أنا عربي، أنا موجود". كما أنه على مستوى حياته الشخصية كان تلخيصا للمأساة الفلسطينية، فقد اعتقل، وقريته دمرت، ثم صار شريدا طوال الوقت. وبحلول الوقت الذي سافر فيه إلى الاتحاد السوفييتي ثم القاهرة، كان قد حقق شهرة كبيرة.
ولكن كثيرا من شعراء المقاومة كانوا مشهورين في ذلك الوقت، وقد استمروا في الكتابة بنفس الروح، ولكن محمود هو الذي تطور وتغير. وهنا عامل مهم يتمثل في أن درويش كان قارئا شرها، وكان منفتحا على كل آداب العالم. أعني أنه هو نفسه كان يقول إن كل شاعر يحتوي بداخله آلاف الشعراء. وهو كان يحتوي العديدين، فقد كان على اطلاع واسع بالتراث العربي، كما كان على اطلاع بتراث العالم. ويمكن أن نرى في شعره أنه حاول أن ينسج الحكاية الفلسطينية بمآس شعوب أخرى، ومنهم سكان أمريكا الأصليون مثلا. ويمكنني أن أقول إنه لو كان آرييل شارون نفسه قد اعترف أنه يحب شعر محمود درويش، فإن ذلك يعني شيئا. فلو استطاع شعر أن يخترق قلب شارون، فلا بد أنه شعر بالغ القوة.
ولكنني أود أن أضيف أنه كان ناثرا عظيما أيضا بل واحدا من أعظم الناثرين لدينا. وذلك ما يتجلى في كتابه شالشهير "ذاكرة النسيان" وهو يحكي يوميات الخروج من بيروت. وهو علاوة على ذلك كاتب مقال من طراز عظيم.


* تضمن اللقاء إذاعة فقرات أرشيفية من حلقة مسجلة في عام 2007 مع الموسيقار مارسيل خليفة، وفقرة بصوت محمود درويش في حوار له مع صحفي إسرائيلي ضمن فيلم للمخرج الفرنسي جان لوك جودار أنتج عام 2004 بعنوان "موسيقانا أو Notre Musique".

* فادي جودة: شاعر ومترجم وطبيب أمريكي فلسطيني مقيم في هيوستن. حصل ديوانه الأول "كوب الأرض في العلية" على جائزة سلسلة جامعة ييل للشعراء الشبان، وهي أهم جائزة من نوعها في الولايات المتحدة. ترجم إلى ألإنجليزية مختارات من أحدث محمود درويش بعنوان "حمل الفراشة".
* سنان أنطون: شاعر وروائي ومترجم وسينمائي عراقي. يقوم بتدريس الأدب العربي في جامعة نيويورك. ترجم إلى الإنجليزية أعمالا لدرويش من بينها في عام 2003 "لقد كانت الجنة للأسف".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق