العالم
كما يراه وول سوينكا:
هناك إنسانية واحدة أو لا إنسانية على الإطلاق
حوار:
هنري لويس جيتس
ـ كيف
ترى تأثير دونالد ترامب على أفريقيا، وكيف هي صورته في أفريقيا؟
ـ طيب،
هذا سؤال جحيمي نبدأ به. ولأقلها لك بصراحة، إنه يعد مدفعا جامحا يطلق مواقف طال
إخفاؤها، مواقف عنصرية، مواقف جوهرها رهاب الأجانب.
ـ هل رأيت
علاقة سببية بين حقيقة أن رجلا أسود قد شغل البيت الأبيض لثماني سنوات ثم انتخب
نقيضه؟
ـ ترامب
جاء انطلاقا من كراهية سياسية وعرقية وأيديولوجية لأوباما. حتى أنه لم يراع الرقة
في تنفيذه مهمته بتفكيك تركة الرجل الأسود.
ـ وغير
مسبوق، من واقع تجربتي، أن يقول سياسي "إن تركيزي الأساسي سوف ينصب على إلغاء
سياسات الرجل السابق عليّ".
ـ هذا
غير معهود. في نيجيريا وفي أماكن أخرى، حينما تسمع رئيسا أو محافظا يأتي ليبدأ
بتشويه سياسات من سبقه أو إنجازاته أو أنشطته، فلا يكون ذلك في العادة إلا لغرض
واحد. فهو يلغي هذا ويلغي ذاك ويلغي هذا، لكي يبدأ من جديد في تكوين ثروته. بعبارة
أخرى، الفساد غالبا هو ما يكون كامنا وراء ذلك. [ضحك] هذه هي المرة الأولى التي
أرى فيها نهج تحطيم الأوثان، أرى السلبية المحضة وقد صارت هدفا في ذاتها، بل
أيديولوجية لرئيس جديد. الأمر كما لو أنه قد قيل للأمريكيين "لقد بيعت لكم يا
جماعة نسخة مقلدة، وأنا الأمريكي الأصلي ومن ثم فإن بوسعي أن أفعل ما أشاء.
ـ هل من
الدقة القول بأن دونالد تامب عنصري؟
ـ أوه،
نعم، أعتقد بهذا. أعرف أن السياسي قد يقول أي شيء أو يفعل أي شيء، لكنني في الوقت
نفسه أرى أنه من الشيطانية الخالصة أن يُستعمَل سلاح في مثل خطورة العنصرية وصولا
إلى السلطة. العنصرية السياسية سبب للفُرقة. وهي تستعمل سلاحا عمديا لتقليب جانب
من الناس على جانب. وأي رئيس دولة، بل أي مسؤول صغير منتخب، يمكنه أن يدلي
بتصريحات من قبيل "الدول الخرائية"[1] ـ بل ويعيِّنها بالأسماء ـ
ويقول "لكن في المقابل هاتوا لي النرويجيين ذوي العيون الزرق، فهؤلاء لا
أبالي بدخولهم إلى البلد. [يضحك] فهل بوسع أحد أن يتجاوز هذا القدر من العنصرية؟
ومن بوسعه أن يقترب أكثر من العقيدة اللعينة، عقيدة مثال الإنسانية الآري ذي العيون
الزرق؟
ـ مزقت
بطاقتك الخضراء [الجرين كارد] حينما سمعت بانتخاب ترامب رئيسا. لماذا فعلت ذلك؟
ـ لأنني
رأيت ما كان يجري. وكثير من الناس لا يعلمون مدى عاطفية ارتباطي بشتاتنا، وليس
ارتباطي تاريخيا أو فكريا وحسب.
ـ تعني
الشتات الأفريقي؟
ـ نعم،
بالقطع، الشتات الأفريقي، سواء في الولايات المتحدة أو في الكاريبي أو حتى في
العراق التي اكتشفنا فيها الزنج[2]. من المعلومات غير المعروفة
كثيرا عني أنني قدمت إسهاما ضئيلا في تحرير أمريكا من الفصل العنصري، حيث أنني قمت
شخصيا بتحرير حمام سباحة من الفصل العنصري في أطلنطا في أوائل الستينيات.
والابتهاج برؤية رجل أسود يرتقي إلى أعلى المواقع في هذا البلد ذي الثقافة
العبيدية كان في مثل جمال مشاهدة صاروخ ينطلق إلى الفضاء. فلما بدا لي أنني أرى
نكوصا عن مكتسبات الشتات الأسود، تحفزت واكتأبت. توقعت كل شيء وقلت "لو سمح
الأمريكيون بحدوث هذا، بهذا الرجل الذي يتقيأ خطاب العنصرية، فسوف أقلِّص علاقتي
بهذه الأمة". فلم يكن الأمر أنني أدير ظهري بالكامل للولايات المتحدة. بل كان
تعبيرا عن شعوري. وفضلا عن تمزيق بطاقتي الخضراء، ذهبت إلى السفارة.
ـ
مزقتها؟
ـ كانت
صلبة واستعصت على التمزيق. [يضحك] ولم أدر كيف أمزقها. فقطعتها. وحملتها معي أينما
ذهبت طلسما، بحيث كلما منعت من دخول الولايات المتحدة أقول "تمام، أعرف لماذا
تفعلون هذا معي. هل تريدون تذكارا؟ وأعطيهم قطعة. وذهبت إلى السفارة لإتمام الجانب
الرسمي.
ـ وقَّعت
إذن التنازل، لم تستعد البطاقة؟
ـ سأنظر
في أمر استعادتها حينما تتخلصون من ترامب.
ـ أنت
حاصل على نوبل. أتذكر أن الكثيرين اندهشوا ـ فمنهم من اندهش وفرح ومنهم من اندهش
وصدم ـ حينما منحت اللجنة لأوباما جائزة نوبل للسلام بعد فترة قصيرة من انتخابه.
كيف رأيت ذلك؟
ـ أقول
لك بصراحة إنني لم أجدها لفتة إيجابية. فرؤساء الدول عاجلا أم آجلا يجدون أنفسهم
مرغمين على القيام بأفعال شنيعة، أفعال لا يمكن حسبانها متسقة مع طبيعة السلام،
ولكن قد تبررها الظروف، من قبيل التعرض لهجوم على سبيل المثال. فلو حدث مثلا وهوجم
بلدي نيجيريا بلا سبب على الإطلاق ولم يفعل رئيس الدولة شيئا ملائما، سوف أكون في
صدارة الراغبين في الإطاحة به من السلطة. وأعتقد أن من يحتلون المواقع التي يرغمون
فيها على مثل هذه الاختيارات الصعبة لا يجب أن نعرقلهم بجائزة اسمها له علاقة
بالسلام. لكن بعد تركه السلطة يمكن النظر في سجله الكامل لنرى إن كان من سياساته
أو أفعاله ما عزز السلام. فالسلام في رأيي ليس فضيلة تافهة. بل هو شيء يتوق إليه
الكون عاجلا أم آجلا. شيء لا يمكن أن تضاهيه جائزة. يجب أن
تكون الجائزة لاحقة. وذلك هو السبب الوحيد لمعارضتي منح الجائزة لأوباما.
ـ ما
تقييمك لتركة أوباما كرئيس؟
ـ من
واقع تأثيرها المباشر عليَّ حينما كنت حاملا للبطاقة الخضراء، ومقيما دائما في هذا
المكان، يمكنني أن أحمد الله على وجود مشروع أوباما كير للرعاية الصحية في لحظات
حاسمة من حياة أسرتي. أعرف قيمة ذلك. أعرف معناه للناس العاديين. وكل من يحاول
تفكيك هذا المشروع يفعل ـ في تقديري ـ ما يرقي إلى الجريمة ضد الإنسانية. في
السياسة الخارجية، من الواضح أن أوباما كان حازما عند الضرورة. أتذكر تصريحاته
الأولى عندما أصبح رئيسا: "إننا نمد يد الصدافة، لكننا في الوقت نفسه مستعدون
بقبضة المقاومة". أعتقد أن ذلك يبسط الفلسفة الواجب على أي حاكم في العالم أن
يتبناها. لقد حسب بعض الناس في العالم أنه حذر إلى درجة الجبن. وأختلف مع هذا
تماما. فانتشار أسلحة الدمار الشامل ييسر إمكانية نشوب حرب عالمية ثالثة بمنتهى
البساطة. ونحن نعيش في عالم سهل الاهتياج للغاية بما يستوجب التوازن والحذر.
ولقد
أبدى ذلك في الإنجاز العظيم باعتقال أسامة بن لادن. ما كان إلا لحاكم هادئ مبدئي
ملتزم أن يفوِّض بعملية كتلك تكون إشارة للعالم كله على أن الوحشية لا يمكن أن تمر
بلا عواقب. اقتضت شجاعة. ذهب بعض الناس إلى أنها عملية قتل بدون حكم قضائي. وذلك أجده
طريفا جدا. فالجريمة كانت عالمية، وأوباما تعامل معها.
غير أن نزعة
أوباما العالمية في الوقت نفسه، لو جاز أن نسميها العالمية، أو إحساسه بالالتزام
بالتساوي بين الثقافات، قاده في بعض الأحيان إلى الطريق الخاطئ. فخطبته في القاهرة
على سبيل المثال أنا رأيتها كارثة من ناحية تحرير الإنسانية ـ عندما تكلم لا عن
موافقته التامة بل عن قبوله بحق أي ثقافة في إرغام نسائها على الحجاب. مثل هذا
الخطاب يجعل الإنسانية مسألة نسبية. وبالنسبة لي هناك إنسانية واحدة، أو ما من
إنسانية. وليس لأي ثقافة الحق في الحط من شأن المرأة. وحتى لو لم يكن بيدك أن تفعل
شيئا حيال ذلك، فعلى الأقل لا يجب أن تقول ما يدعم أي فكرة للنسبية الثقافية، ليس
حينما يتعلق الأمر بالكرامة والحقوق الأساسية للإنسانية .
وأوباما،
في اعتقادي، مضى بعيدا في نأيه عن المجتمع الأسود. وأجد ذلك مزعجا للغاية، فإلى أن
تتحقق المساواة العرقية تماما ـ ولن يحدث ذلك في حياتي وقد لا يحدث في حياتك أيضا
ـ وتصبح وجودا اجتماعيا عاديا لا يستوقف التفكير، فلا بد من الانتباه إلى ذلك
القسم المحروم في المجتمع، سواء أنتكلم عن حدود جندرية أم حدود عرقية. وأعتقد أن
أوباما أدار ظهره لذلك.
أعتقد أن
تلك هي مآخذي الأساسية على أوباما. في ما عدا ذلك أعتقد أن ولايته من أكثر
الولايات تقدمية في البيت الأبيض، وأعتقد أن الأمريكيين يجب أن يأسوا على اختيارهم
في الانتخابات الماضية [يضحك].
ـ في كل
زيارة لي إلى جنوب أفريقيا يصدمني التقسيم الطبقي. فقد ظهرت منذ الأبارتيد طبقة
صغيرة من البليونيرات السود. (ومن الغريب أن ثلاثة من أغنى أغنياء البلد تعرضوا
للسجن في ظل الأبارتيد). مع ذلك فإن الانقسام الطبقي داخل المجتمع الأسود في جنوب
أفريقيا هائل. هل ترى أن ذلك يتغير؟
ـ أثق أن
التطور سوف يحدث. في الوقت الراهن ينظر المرء إلى الأمر في دهشة، لسبب واحد، هو أن
الحزب الذي وصل إلى السلطة ـ أي حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ANC، يمثل جزءا من نسيج السياسة في
جنوب أفريقيا ونشأتها عن بداية الكفاح الأسود ـ كقوة معنوية وسياسية وأيديولوجية.
ومؤكد أنه كان اشتراكيا. غير أن القوى الغربية أصرت بالطبع على أنه كان شيوعيا،
وأن الشيوعية تتجه إلى الاستيلاء على السلطة وما إلى ذلك. ولكن الاشتراكية كانت
المبدأ الهادي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
كنت
بصراحة أتوقع تحولا أكثر راديكالية في جنوب أفريقيا. ولم يحدث ذلك بالسرعة التي
كنت أتوقعها، وهذا أمر مخيب للرجاء. ويمكن إرجاع بعض عوامل ذلك إلى الوحش نفسه،
وحش الفساد الكامن في القمة. وهذا بصدق أمر ينفطر له القلب لأننا كنا نتطلع إلى
جنوب أفريقيا ونشير إليها بوصفها مثالا للإصلاح السريع، والوعي السياسي الكبير
القائم على المساواة، بعد عقود بل قرون من قهر الأقلية للأغلبية. وإنها لكارثة أن
نرى هذه "الثورة" تتفكك أمام أعيننا.
نحن
نشاهد انتقال السلطة من جاكوب زوما إلى سيريل رامافوزا. وأنا أعرف رامافوزا شخصيا.
كان رجل أعمال قبل أن يصبح رئيسا، واستفاد من جهود مقصودة لنقل السلطة التجارية
إلى السود. هو استفاد من ذلك، مثلما استفاد كثيرون وكثيرون غيره. وسوف نرى إن كان
سيحاول نشر الحظ ـ لو جاز القول ـ إلى البقية، لا سيما الأغلبية السوداء المفقَرة.
ـ أين
الخطأ الذي وقعت فيه جنوب أفريقيا؟ أفي وقت حكم مانديلا أم بعد أن نقل مانديلا
الرئاسة إلى ثابو مبيكي؟
ـ لا، لا
أعتقد أن بوسعك للحظة أن تنسب الخطأ إلى مانديلا. انتقال السلطة ـ ونحن نتكلم عن سلطة
اقتصادية وسياسية معا ـ يمثل دائما مشكلة شديدة الدقة، وفي تقديري أن الأمر كذلك
في أي مجتمع خارج لتوه من وضع اجتماعي سياسي رديء. فليست جنوب أفريقيا فريدة في
هذا الصدد. رأينا ذلك في الاتحاد السوفييتي. لكن الإيقاع بطيء. في جنوب أفريقيا،
كانت الثروة كلها تقريبا في يد أقلية صغيرة للغاية. وعملية التحول حاليا هي
المشكلة.
إنني أرى
على سبيل المثال جهودا للتعامل مع مشكلة الإسكان، ونقل الناس من الأكواخ القديمة
إلى مساكن لائقة كريمة رخيصة التكلفة، وهذه خطوات إيجابية. ملكية الأرض مسألة يجب
التعامل معها بحساسية فائقة، ومع ذلك يجب حلها بسرعة. لا بد أن يأتي وقت على حكومة
ـ لا سيما إذا قويت في السلطة وتألفت من مزيج عرقي، وهو ما يزداد في جنوب أفريقيا
ـ فتقول لمحتكري الأراضي "اسمعوا، نحن في طريقنا إلى انفجار آخر. هيا نجلس
ونتكلم ونتبني فعلا سياسة تستوجب التضحية، تستوجب التخلي عن مزايا مادية
معينة". حينما يحدث ذلك، أعتقد أننا سوف نرى تحسنا أسرع في أوضاع جنوب
أفريقيا.
ـ كيف
يقارن ذلك مع الانقسام الطبقي الكبير في نيجيريا؟
ـ هو
تقريبا في المستوى نفسه. الفارق في نيجيريا بالطبع هو أن الفارق لا يسمه طابع عرقي،
ومن ثم فهو ليس مؤلما بقدر إيلامه في جنوب أفريقيا. لقد أنشأنا ـ كما في جنوب
أفريقيا ـ طبقة جديدة من المليونيرات من صفوف العسكر والمتعاونين معهم في المجتمع
المدني. تم الاستيلاء على الثروة النفطية. ولذلك فإن كل رئيس للدولة يريد أن يكون
وزيرا للنفط لأن الاقتصاد أحادي. المال كله يأتي من مصدر واحد. ولا تكاد تحصل على
الآلات اللازمة لاستخراجه، وهو ما يضمن على الأقل مستوى معينا من التوظيف، حتى
تبدأ في إهمال البديل، الذي كان في يوم من الأيام مصدر دخل لا بديل له. لذلك يكون
أمرا حاسما للغاية لكل رئيس، أو لأي شخص من الطبقات المحظوظة يصل إلى السلطة، أن
يجلس على ذلك، ثم يبدو وكأنه يتكرم من جيبه فينفق كيف يشاء بدلا من أن يستعمل
العائد استعمالا بناء يصب في صالح تحول المجتمع كله. إنه الجشع وشهوة السلطة. لأنك
ما دمت تمتلك الموارد، فهي تضمن الولاء. وهذا ما يعوق التقدم في نيجيريا.
ـ كيف
ترى مستقبل نيجيريا؟ مر وقت كنت تتساءل فيه إن كانت نيجيريا أمة بالفعل.
ـ أوه،
نعم، بالطبع، لا تغيير. نحن لدينا حكم مركزي، شديد المركزية، ومع ذلك نقول إننا
ندير "شكلا أمريكيا" من الحكم الجمهوري، أو الديمقراطي، وما إلى ذلك.
وما هو إلا شيء مشوه. لذلك فإنك تسمع في نيجيريا اليوم عن إعادة الهيكلة، إعادة
الهيكلة، إعادة الهيكلة. اسمحوا للولايات أن تخلق ثرواتها الخاصة وتستغلها
بحسب أولوياتها التي تختلف من ولاية إلى ولاية. لكن إذا كانت الموارد جميعا سوف
تصب في المركز ثم يتصدق المركز بالحد الأدني الذي يلزمه به الدستور (وهو نفسه يستوجب
التغيير)، فيمكنه أن يستعمل بقية الموارد المتاحة له لدعم الولايات الفاسدة غير
المنتجة عديمة النفع. وهذا هو ما يحدث منذ سنين كثيرة للغاية.
الدعوة
اليوم هي إلى اللامركزية. لندع كل ولاية إما تقف على قدميها، أو تندمج مع ولايات
أخرى. تخلصوا من البيروقراطية المتضخمة. تخلصوا من التشريعات المتضخمة التي تستهلك
في حالات كثيرة خمسين في المئة من الموارد في كل ولاية. أي مجتمع ذلك الذي يحق لكل
زعيم فيه أن ينشئ مشاريع لا علاقة لها بالشعب على الإطلاق؟ ما هي إلا موارد للحصول
على نسبة منها، لحلبها، وإهمال التنمية تماما، لمجرد دفع الرواتب. واضح أنه نظام
فاشل.
ـ ساعدنا
على فهم دور الأصولية الدينية في نيجيريا على وجه الخصوص، سواء الإسلامية أو
المسيحية الإنجيلية.
ـ إنها تأتي
في أشكال عديدة، ويحسب الناس أنه من المحكمة أن يتحلوا بالإنصاف في نظرهم إلى
الأصولية، لكننا نتعامل مع موت المئات، بل مع ميتات تتم في بعض الأحيان بأبشع
الوسائل، فعلينا أن نكون في غاية المباشرة والصراحة. ثمة أصولية دينية حميدة يمكن
التغاضي عنها، وأصولية كريهة بغيضة، ومن سوء الحظ أن الدين الإسلامي هو الذي ينتج
النوع المزعج المدمر فعلا من الأصولية. على الأقل، أولئك الذين يرتكبون تلك
الجرائم في حق الإنسانية يزعمون أنهم مسلمون. ولا يكفي أن يظل الزعماء ـ لا سيما
أبطؤهم عقولا ـ في قولهم "ليس هذا هو الإسلام". فنحن نعرف أن هذا ليس
الإسلام. المهم، والحاسم، هو أن أنصار "الإسلام الأصيل" ـ بحسب ما يرون
ـ هم الذين يقترفون هذه الجرائم في حق المجتمع. في البداية كانوا يقابلون بالتدليل
والتهاون. تراجعت الحكومة غاضة الطرف عن تجاوزاتهم. وزعماؤهم الدينيون أنفسهم
لزموا الصمت التام لفترة، إلى أن أصبحوا هم أنفسهم مستهدَفين.
ولا بد
أن أؤكد دائما أنه كان ثمة استثناءات. والحمد لله أنه كان ثمة بالفعل استثناءات
منذ البداية الأولى ممن علت أصواتهم قائلين "هذا ليس نحن. وهذا ليس ديننا.
هؤلاء خارجون عن الدين. إنهم مرضى نفسيون. ولا علاقة لنا بهم". ولكن الحكومة
رفضت ـ لأسباب سياسية ـ أن تتعامل مع تلك الأقلية بجدية حتى وقت قريب، حتى شهدنا
حالات مخزية مثل اختطاف تلميذات المدارس وأسْرِهن في الغابات بالسنين، وتدميرهن
وانتهاك إنسانيتهن. عمل وحشي تلو آخر.
المسألة
في النهاية تتعلق بالحصانة من القانون. إما أن يوجد دستور أو لا يوجد. إما أن توجد
قوانين أو لا توجد. في حال وجود قوانين، ووجود من يصرون على الاستهزاء بهذه
القوانين، زاعمين أن كتبهم المقدسة تجيز لهم ارتكاب الجرائم، فهؤلاء ليسوا جزءا من
الكيان السياسي العام.
كان لا
بد أن يأتي رد الفعل الأول عندما قررت ولاية زمفرا أن تتخذ من قانون الشريعة
نظامها القانوني. وعلا صوتنا بأن ذلك مخالف للدستور. وأن الدستور لا يسمح بدولة
دينية. غير أن الرئيس أولوسيجوم أوباسانجو اتبع ـ كالعادة في تلك الأمور ـ سياسة
الاسترضاء، إذ كان يخطط لتأبيد بقائه في الحكم. وقلنا له "عليك أن تفعل
شيئا" لكنه أخذ يتودد إلى تلك الفئات طالبا دعمها ليطيل أمد بقائه في السلطة.
فتحصنوا من القانون. وتوالت الأمور وتعاقبت، على النطاقين الكبير والصغير. باتت
حقوق الإنسان فكرة ثانوية، إن شغلت أحدا من الأساس. وأقيمت شتى أنواع العقوبات ـ
مما لا وجود له في الدستور وفي القوانين ـ من قبيل قطع يد السارق وإن كانت السرقة
تافهة. نعم، حدثت واقعة بالفعل قبل أن تفرض ضغوط دولية جعلت الحكومة تنهي ذلك.
ولكن واحدة على أقل تقدير حدثت بالفعل، وكان ثمة تهديد بأن تتبعها حوادث أخرى.
أتتذكر
الحادثة الشهيرة الخاصة بالمرأة التي أوشكوا أن يرجموها حتى الموت؟ لقد سألتني من
قبل إن لم أكن أشعر أحيانا بأن نيجيريا لا تستحق البقاء؟ لقد اتخذت قراري بأنه إذا
نفِّذ ذلك الحكم في تلك المرأة فسوف أمزق جواز سفري.
لم أتصور
أن أعيش في بلد، أن أقول إنني مواطن في بلد يسمح بمثل هذه الوحشية، أن تدفن امرأة
حتى رأسها وترجم في رأسها إلى أن يعجن. لا
يعنيني أن يحدث ذلك في السعودية أو في أفغانستان.
سمح إذن
للأصولية الدينية أن تمد جذورها. كان يمكن إيقافها. كان يمكن وضعها في موضعها
الصحيح. الدين شأن خاص. تريدون تنظيم أنفسكم، والتعبد معا؟ الدستور يسمح بهذا.
تريدون تبني ثقافة لا تصطدم وحقوق الآخرين، ثقافة يمليها دين، لا أعتقد أن أحدا
سوف يتدخل في ذلك. تريدون تغطية أنفسكم من الرأس إلى أصابع القدمين؟ لا بد أن أعاف
النظر إلى ذلك، لكنني لن أمزق لك حجابك. لكن لا يمكنكم أيضا الاستهزاء بالدستور
استهزاء تفرضونه على فئات أخرى في المجتمع، لا يمكنكم أن تفرضوا على الآخرين تقيدا
قسريا بقوانينكم الدينية.
ـ بول كجامي،
رئيس رواندا، يلقى الكثير من الثناء في الولايات المتحدة، لا سيما من فاعلي الخير.
ما رأيك في كجامي ورواندا؟
ـ حكومة
كجامي بدأت الانزلاق إلى تناقضات كان يسعى بكل بسالة إلى القضاء عليها في البداية.
لا يزال رأيي إيجابيا للغاية في كجامي وحكومته. وأعتقد أنه حقق الكثير لأمته، إذا أخذنا في الاعتبار تاريخ البلد والواقع
الاجتماعي السياسي المزري الذي ورثه. وبالنظر إلى جسامة الجريمة التي ارتكبتها
الأمة في حق نفسها، وبتسميتها باسمها الصحيح وهو الإبادة الجماعية، فإنني أثني على
كجامي ثناء كبيرا. لكنني أعتقد أيضا أن سجل حقوق الإنسان في رواندا بحاجة إلى
اهتمام كبير. وكجامي بحاجة إلى تعديل مسار هيآت حكومية، لا سيما الأجهزة الأمنية
وما إلى ذلك.
كنت أفضل
لو لم يجر تغيير الدستور لإطالة مدة بقائه في الحكم. يمكنني أن أتفهم لمرة واحدة
المبرر المحتمل المتمثل في عدم انتهائه من عمله. فهو في نهاية المطاف كان يعيد
بناء مجتمع، ليس فقط من الصفر، بل من مستوى يدنو عن الصفر. لكنني لا أزال أعتقد
أنه كان ليهب القارة هبة إعجازية لو كان بعد المهمة الهرقلية التي قام بها بتحويله
أمته قد خضع للطريقة العادية التي ينص عليها الدستور بدلا من أن يغيره.
ـ هل في
أفريقيا بلد معين ترى فيه أملا في الديمقراطية، والعدالة الاقتصادية؟
ـ أنا لم
أعد أستعمل كلمة "الأمل". فقط أنظر إلى سجلات الماضي، وإلى ما تحقق من
تقدم، وإلى الدليل على إخلاص السياسات القائمة. أما الأمل واليأس وما إلى ذلك فقد
تجاوزته كله تماما.
إنني غير
مقيم هناك منذ فترة، لكن من واقع التقارير والدراسات المقارنة، قد أقول إن ملاوي
تبدو وكأنها ـ منذ التخلص من الرئيس هاستنجز باندا ـ تحقق التقدم بصورة شبه
مستمرة. لكن ما لم يقم المرء بزيارات يتفاعل خلالها مع الناس فمن الخطر الانتهاء
إلى حكم. لكن في حدود القليل الذي أعرفه، أقول إن ملاوي قد تكون ـ باعتدال لا
بامتياز، ولا بإبهار أو بروعة ـ مثالا لبلد يتقدم بمعدل من شأنه الحفاظ على مجتمع
ديمقراطي.
ـ في زمن
الاضطرابات الاجتماعية والظلم كثيرا ما يلوذ الكتاب بالاستعارة ليدافعوا بأقصى
القوة عن قضية الحرية المتخيلة. الآن وأنت نفسك من سادة الكتابة الأسطورية، كيف
ترى دور الكاتب/الناشط اليوم في العالم الذي كنت تصفه للتو؟
ـ من
الأمور التي أحب التأكيد عليها حينما تواجهني مثل هذه الأسئلة هو أنه لا بد للمرء
أن ينأى بهذا الموضوع عن الزمن المعاصر، ليكون مفهوما أن جميع المجتمعات عرفت
الفنانين أصحاب الضمائر، بل إن وجودهم في بعض الأحيان يكون شعائريا. هذا لديكم في
ثقافتكم السوداء. وأعرف أنه لديكم في الثقافة الإثيوبية. ثمة آثار لهذا في
المجتمعات التي تحتفل بيوم الحمقى ـ الذي يحمل تسميات تختلف باختلاف الأماكن ـ
وفيه يُسمع الصوت البديل، إما مباشرة أو عبر التوسل بالفن، إما في مسرحيات، أو
حفلات تنكرية، أو مشاهد
ساخرة تخصَّص للصوت البديل. فحينما نتكلم عن دور الناشط اليوم والكاتب، فليس هذا
اختراعا، في أفريقيا وما يعرف بالدول النامية، فمما ينافي الأمانة أن نرجع هذا إلى
فكرة غربية. ذلك أمر لا أراه مجرد تجديف، بل تجديف إجرامي. بالنسبة لي لم يتغير
شيء، فنحن نمارس الأمر نفسه بأدوات جديدة. نستعمل الكاريكاتير، وهو سمة بارزة في
مجتمعات كثيرة. نستعمل المسرحيات والاسكتشات والمسرح الحي والموسيقى بالطبع.
الأمر
متصل. أحب دائما أن أؤكد على أن ما يجري ليس اختراعا. الأمر لا يعدو أن لدينا الآن
وسائل اتصال تبرز مأزق الكتاب المنخرطين في مثل هذا النشاط. ذلك جوهري في المزاج
الاجتماعي، الذي لا يتوحد مطلقا. ولولا ذلك لماتت الإنسانية، والإنسانية لا تحب أن
تموت. فلا تتوقف عن تجديد نفسها، وصوغ نفسها صوغا جديدا بمختلف الطرق، وتكييف
نفسها مع الظروف والأوضاع.
ما
الفارق بين شاب مجهول تماما يضرم النار في نفسه في تونس ـ وبه بدأ الربيع العربي
في ذلك البلد الذي بدأ الاعتراض فيه قبل ذلك ـ وشابة في مصر (بعيدا عن احتدام
العواقب في حالتها) عرَّت صدرها على الإنترنت على سبيل الاحتجاج؟ كانت الشابة
المصرية تقول "تمام، تقولون إن لدينا حرية، لكننا، نحن النساء، لا نشعر بذلك.
لم نزل نخضع للتفرقة والإذلال لنا كبشر". فتعرّت تماما، حتى خصرها على الأقل،
ونشرت ذلك عمدا على الإنترنت. هذه طريقتها في الاحتجاج. الآخر أحرق نفسه. خلال
المطالبة بحق الاقتراع، ربطت النساء أنفسهن بالسلاسل في الأسوار أمام ويسمنستر.
دائما يجد المجتمع سبيلا ـ حتى أكثر المجتمعات تزمتا وانغلاقا ـ ليقول إن هناك
بديلا. لذلك لا أرى فارقا على الإطلاق في الطريقة التي يواجه بها الكتاب اليوم
الأوضاع غير المقبولة في مجتمعاتهم.
ـ ما
تفسيرك للانفجارة الإبداعية المفاجئة بين الكاتبات الأفريقيات؟ هل نعيش عصر نهضة؟
ـ هي
ظاهرة. وهي مبهجة بحق. لكن دعني أحك أمرا وقع في نيجيريا. بعد الحرب الأهلية ببضع
سنوات حكى لي شخص عن اجتماع لمنظمة عرقية خاصة بالإجبو اسمها أوهانايزي وعن قرار
انتهى إليه الاجتماع يتعلق بكيفية تغيير وضع شعب الإجبو وتمكينهم من التعافي من
صدمة الحرب الأهلية وخرابها، أي قذفهم باختصار إلى المكانة المرموقة التي كانت لهم
في الأمة[3]. فقرروا أن يبدأوا بالتركيز
على تعليم النساء وأن يتولى الرجال على سبيل التغيير ثروات الإجبو الاقتصادية.
فيخرجون ويتاجرون ويعملون، ويوفروا المال اللازم لإصلاح الاقتصاد، في حين تذهب
النساء إلى المدارس، أي ينعكس الوضع التقليدي.
قيل لي
ذلك سرا من خلال إجباوي موثوق فيه. وإذا بالنساء اللاتي احتللن تقليديا المكانة
الدنيا في المجتمع يجدن فجأة في أنفسهم طاقة الثقافة والإبداع.
أتصور أن
هذا بدوره خلق روح المنافسة في نفوس جيل النساء في نيجيريا، لا سيما في الغرب. هذا
هو التفسير الوحيد لديّ. ولذلك أميل إلى تصديق هذه القصة، وبسبب اتقاد شرارة
الإبداع في النساء، نرى العمل الثقافي والفنون البصرية أيضا والمجلات والجرائد
التي أطلقتها نساء الإجبو. ثمة بعض الروايات ذات القيمة الجيدة.
ـ هل
يعجبك بعضها بصفة خاصة؟
ـ ثمة
شيء تعلمته، لا سيما في بلد مثل نيجيريا، وهو ألا تسمي أي شيء بصفة خاصة.
ـ كنت
أعلم أنك ستقول ذلك [ضحك]. لكن الطاقة تذكرني بطاقة جيلك في زمن الاستقلال.
ـ هي
انفجارة إبداعية مماثلة.
ـ هل
اندهشت حينما أعلنت الأكاديمية السويدية فوز بوب ديلان؟
ـ نعم
اندهشت، وفي البداية كان رد فعلي مختلطا تجاه ذلك. ولاحقا انحزت بقوة إلى الجانب
السلبي.
بالمقارنة
مع صناعة الموسيقى، أعتقد أن الأدب فقير للغاية في ما يتعلق بالتمويل، والحضور
العام. ولنواجه الأمر: العامل في الأدب عليه أن يعمل ضعف ما يعمل العامل في
الموسيقى، لا سيما موسيقى البوب. أنا لا أتكلم عن الموسيقى الكلاسيكية والأعمال
الثقيلة. اعتبرت ذلك الموقف أحد تلك الإشارات: "هيا نكسر العرف فقط لكسر
العرف". لم أسعد به على الإطلاق. وحتى إذا كانوا سيفعلون ذلك، فعليك أن تتعامل
مثلما تتعامل عادة مع الأدب. تريدون أن تنزعوا كلمات الأغاني من الموسيقى وتقولون
إنها أدب أيضا برغم مزاجها الموسيقي؟ عليكم إذن أن تطبقوا المعايير الصارمة
المعروفة، ولا أعتقد أن تلك المعايير طبقت. فأنا أنظر إلى قائمة الشعراء الذين
رُشِّحوا في الماضي، وأقارن أعمالهم بأغنيات بوب ديلان، فأستسخف الأمر.
ـ تتردد
على الولايات المتحدة منذ ستين عاما. هل تواجه عنصرية هنا؟
ـ لي
حماية كبيرة. أعتقد أن الناس في مثل وضعنا لديهم حماية كبيرة من العنصرية، لكننا
نواجه حكايات العنصرية المستمرة. بين الحين والآخر نشعر بها نحن أيضا. كنت أتكلم
أخيرا مع الأمين العام السابق للكومنولث فذكرني بتفاصيل محددة نسيتها من تجربتي،
من صراعي الشخصي ضد العنصرية. ذكّرني بظروف انتهت بي إلى دمج ذلك المسبح بأطلنطا
سنة 1962 على ما أعتقد. أعتقد أن الفندق الصغير كان اسمه أطلنطا أمريكانا. كانت
مواجهة على قدر من العنف، وقارنت التجربة الشخصية بعلم اجتماع العنصرية اليوم في
الولايات المتحدة، وما من شك في أن خطوات هائلة قد قطعت.
الثورة
السوداء لم تنته إلى عدم، ولا أريد أن يكون الناس سلبيين بهذا القدر، لكنه أمر
صادم دائما حينما يشهد المرء المجتمع الأمريكي يستسلم لمساعي النكوص إلى تلك
العقلية اللعينة. عدد السود غير المسلحين الذين يتعرضون لرصاص الشرطة، جيل
"لا أستطيع التنفس"[4]، إطلاق الرصاص على ذلك
الشاب ترايفون مارتن، وتبرئة القاتل في المحكمة. كان ثمة اندفاع ـ وأكره أن أستعمل
كلمة الاندفاع وأعتذر عنها ـ لكنه اندفاع إلى أيام الإعدام بدون محاكمة، مع اختلاف
المنهج لا أكثر. وفي ذلك السياق انتخب إلى أرفع المناصب في الولايات المتحدة شخص
برغم خطابه العنصري.
ـ تقول
إذن إن أمريكا في أفضل حالاتها انتخبت أوباما، ثم في رد فعل على أمريكا في أفضل
حالاتها جاء انتخاب أمريكا لأسوأ حالاتها؟
ـ هذا
صحيح. أعني أنني لم أتوقع أي فارق، وكل ما في الأمر أنني اندهشت أن الناخبين
الأمريكيين بدوا غير مهيئين للأمر، ولذلك ففي كل يوم هناك صدمة. وفي كل يوم يدق جرس
إنذار. وأعرف أن الذين انتخبوا ترامب أنفسهم سوف يسألون أنفسهم، ما الذي كنا نتصور
أننا نفعله؟ وأنا آسف أنني لن أطرح أي حلول لأنه ليست لدي حلول.
ـ ما سر
افتتان ترامب ببوتين؟ ما تفسيرك لهذا؟
ـ لا
أعرف. كل ما أعرفه هو أن وراء هذا كله تاريخا، ويوما ما، من واقع معرفتي بالولايات
المتحدة، سوف ينكشف السر. [ضحك]
ـ إذن
بوتين الآن هو أقوى رجل في العالم؟
ـ كل ما يمكنني
قوله هو أن بوتين نفسه أكثر منطقية كزعيم من دونالد ترامب.
·
هنري لويس جيتس الابن Henry Louis Gates Jr (1950 -) ناقد ومعلم ومؤرخ
أمريكي، يعمل مديرا لمركز هتشنز للبحوث الأفريقية والأفروأمريكية بجامعة هارفرد
·
أجري هذا الحوار بين هنري لويس جيتس الابن والكاتب
النيجيري الحاصل على نوبل في الادب وول سوينكا في كمبريدج بولاية مساتشوستس
الأمريكية في نوفمبر 2018 ونشر في موقع ذي نويورك رفيو أوف بوكس في مارس 2019. نشرت الترجمة في جريدة عمان في يومي 9 و10 يوليو الجاري
[1] ورد في مقالة بمجلة ذي أطلنطيك صدرت في 13 يناير
2019 أنه "في 11 يناير 2018، وفي أثناء حديث بالمكتب البيضاوي مع العديد من
النواب الأمريكيين حول حماية المهاجرين من هاييتي وإلسلفادور ودول أفريقية ...
تردد أن الرئيس ترامب قال "لماذا نترك كل هؤلاء الناس من تلك البلاد الخرائية
يأتون إلى هنا؟" وقد أنكر لاحقا أن يكون قد قال ذلك".
[3] الإجبو إحدي الجماعات العرقية الثلاث الكبيرة في
نيجيريا، ومنظمة أوهانايزي تأسست سنة 1976 ممثلة لجميع الإجبو داخل البلد وخارجه.
قيادتها تنتخب بصورة شبه ديمقراطية ويفترض أن تسري قرارات القيادة على جميع
الإجباويين. وفي الغالب لا يعرف النيجيريون الآخرون أن أوهانايزي اجتمعت إلا بعد
إعلان قراراتها. وليس نادرا أن تلقى القرارات اعتراضا. وأغلب الجماعات العرقية
لديها منظمات مماثلة، مثل أفينيفيري لليوروبا، وأريوا للهاوسا.
[4] في 17 يوليو 2014 مات
إريك جارنر أثناء محاولة الشرطة اعتقاله لبيعه سجائر متهربا من الضرائب وظل يكرر
قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة "لا أستطيع أن أتنفس" وفتحت قضيته بقوة ملف
عنف الشرطة ضد الملونين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق