ولدت لويز إردريتش في السابع من يونيو سنة 1954. هي
روائية وقاصة وشاعرة وكاتبة أطفال أمريكية تعد من أهم أسماء الجيل الثاني من
الكتاب الأمريكيين الذين ينحدرون من سكان أمريكا الأصليين. وصلت بعض أعمالها إلى
التصفيات النهائية لجائزة بولتزر، وحصل بعضها الآخر على جوائز أمريكية. نشرت لها
نيويوركر أخيرا قصة قصيرة وحوارا عنها أجرته معها ديبورا تريسمن محررة القصة في
المجلة الأمريكية المرموقة.
لويز إردريتش عن قوة الأحجار:
لعلي أعيش في خرافة
من نوع ما
حوار: ديبورا تريسمن
ـ تدور قصتك "الحجر" حول حجر ضخم أملس يبدو أن
له قوة ما على الفتاة التي تعثر عليه. أهي قصة مستلهمة من حجر حقيقي؟ وهل للحجر أي
قوة فعلية؟
ـ ليست لدي مجموعة فعلية من الحجارة، الأمر أنها موجودة
في كل مكان. عندي حجر أتاني به صديق من إندونسيا، من مكان على مقربة من الموضع
الذي استراح فيه بوذا، وحجر كان من أدوات العصر الحجري في أوربا، وأحجار أخرى
كثيرة من رحلاتي. وكان يحدث في بعض الأحيان أن ألاحظ حجرا محليا غريبا أو أتناول
كسرة أو حصاة. والحجارة كتاب خطير من كتب الرحلات، وله وزنه وسط الأمتعة. وقد
تعلمت أن أترك أغلب هذه الأحجار بعد أن أنظر إليها. لكن الأحجار تثبتني، حرفيا،
حينما أكون في مكان جديد. وهي سكان غامضة وإن تكن ودودة في بيتي. وفي كل مرة
انتقلت فيها من سكن إلى آخر، تركت ورائي كومة صغيرة من الحجارة الأجنبية في
الحديقة. فهل استعملتني تلك الأحجار في الانتقال من مكان إلى آخر؟ أعترف بأن أحجارا
كثيرة قريبة مني، لكن هذه القصة ليست مبنية على حجر معين منها. في لغة أوجيبوي
[وهي من لغات سكان أمريكا الأصليين]، إما أن تكون الأسماء لأحياء أو لجمادات،
وكلمة الحجر، أي آسين asin، من أسماء الأحياء. قد يتصور المرء أن الأحجار ليست لها قوة
فعلية، فنحن في نهاية المطاف نرميها ونبني بها ونراكمها ونحطمها ونقطعها. ولكن من
ذا الذي يمكنه أن يقطع بأن الحجارة لا تستعملنا لتؤكد أنفسها؟ أو لتحول أنفسها؟ في
يوم ما، قد لا يتبقى من سلالتنا كلها إلا الأشياء التي صنعناها من الحجارة. ومن
تاريخنا المعقد في قَطع الحجارة وترتيبها، ما الذي سوف يسجَّل أو يعرَف؟
ـ عندما تذهب الفتاة إلى المدرسة، يقطع صبي بعضا من
شعرها. وتلهمها الغريزة أن تقدم هذا الشعر للحجر. هل هذا تصرف خرافي؟ أم روحاني؟
ـ موضوع هذه القصة هو العثور على عزاء في كيان غير بشري.
الحجر غريب عنا، لكنه مألوف لنا بعمق. هو سر ثقيل ورسول من حقبة من الزمن لا
يدركها العقل. لا أعرف لماذا تشرك الفتاة الحجر في هذه الواقعة المزعجة، لكن يبدو
أن ذلك يساعدها. وليس بيننا من لا يقوم بطقوس صغيرة غريبة لا نفهمها.
ـ طوال فترة حيازتها للحجر، تظل الفتاة مكتفية بنفسها.
لا تشعر باحتياج إلى رفقة ذكورية. ولا يكاد الحجر يكسر حتى تتزوج بأول رجل تصادفه.
هل تعتقدين أن حياتها كانت أفضل قبل زواجها؟ أم بعده؟
ـ في هذه القصة ما من أفضل أو أسوأ. الناس يرتبطون
ببعضهم بعضا ارتباطات مدمرة، وبهذا المعنى فإن الارتباط الهادئ الثابت اللطيف
[بالحجر] صحي كثيرا. مشكلته الوحيدة أنه شأن كثير من الارتباطات البشرية قائم على
المظهر. وحينما تختل سيمترية الحجر، يتبدد السحر، لكن العلاقة تعود بعد ذلك
فتنصلح.
ـ هل الحجر قوة خيرة أم شريرة؟
ـ ليس الحجر خيرا أو شريرا، بل غير مكترث.
ـ في القصة شخصيات لها أسماء، مثل فيك وماريا وتيد ـ لكن
الفتاة ليست سوى "الفتاة" (ثم "المرأة" في مرحلة تالية). هل
لذلك سبب؟
ـ في القصة سطر عن السبب في عدم تسميتها للحجر. وقد رأيت
أن تكون شخصية القصة المركزية أولية هي الأخرى.
ـ تصدر لك في مارس القادم رواية جديدة بعنوان
"الحارس الليلي" تستلهم حياة جد لك. هل قصة "الحجر" مرتبطة
بهذا الكتاب على نحو ما، أم هي مستقلة تماما؟
ـ أكتب في الغالب قصصا تصبح في ما بعد أجزاء في روايات،
لكن هذه القصة وحيدة. ليست جزءا من "الحارس الليلي".
ـ في القصة سمت خرافي. هل فكرت في خرافات أخرى وأنت
تكتبينها؟
ـ لعلي أعيش في خرافة من نوع ما، خرافة عادية. لعل هذه
القصة تشير إلى جانب من حياتي ما لا يبلغه البشر. كلنا لدينا هذا الجانب، ولكن ليس
جميعنا يعترف به أو يقترب منه. هذه النواة من الهوية التي لا تحمل اسما قابلة
للحجب أو للتلف، لكنها غير قابلة للضياع الكامل، ولو بالموت. هناك حصاة صغيرة من
الذات قد لا تزيد عن رابط جزيئي، غير أنها تعني أننا مررنا من هنا، وعشنا على هذه الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق