تيم باركس .. عن
مواعيد النوم وقرارات الكتابة
حوار: ديبورا
تيرسمان
مواعيد النوم، قصتنا هذا الأسبوع، تتناول
زوجا وزوجة يتجنبان الذهاب للنوم في وقت واحد ويتجنبان
مواجهة المصاعب التي يمران بها. كيف وصلا إلى هذه النقطة في زواجهما؟
ـ لست متأكدا أننا بحاجة فعلا إلى معرفة
هذا، أم ماذا؟ لعلهما هما شخصيا قد نسيا كيف وصلا إلى حيث هما الآن. كل ما هنالك
أنهما مذهولان إذ يجدان نفسيهما عالقين بهذه الطريقة. هذا هو موضوع القصة.
ـ الكلب ريكي الذي يتكرر
"احتياجه" إلى نزهات آخر الليل يتحول إلى نقطة بؤرية للمسافة في هذه
الزيجة. فلم هذا؟
ـ "نقطة بؤرية للمسافة" هذه صياغة
مثيرة للاهتمام. أفترض أنه حين لا يريد اثنان فعلا أن يرى أحدهما الآخر كثيرا،
ولكنهما في الوقت نفسه ليسا مستعدين لمواجهة هذه المشكلة، فإن أي مبرر يكون كافيا
لقضائهما الوقت بعيدين عن أحدهما الآخر. البلياردو، مباراة كرة القدم في
التليفزيون، أي شيء مهما يكن. اللطيف في الكلاب هو أن المرء يبدي حبه لها بإخراجها
للتمشية، بما ينبه الجميع إلى هذا الحب.
ماري تعتقد أن توماس يخونها. هل تعتقد أنها
محقة؟ أم أن المشكلة في مكان آخر؟
ـ يعني، الحقيقة أننا لا نعرف ذلك. ثمة إيحاءات
واحتمالات، وهذا أسوأ.
ـ ذكرت أنه كان مهما لك ألا تستخدم الكثير
في هذه القصة. هل أردت للغة القصة أن تكون صدى لركود العلاقة بين توماس وماري؟
ـ ثمة بساطة مقصودة وميكانيكية وتكرار
للكلمات ذات المقطع الواحد في نثر القصة. وكأنها تقريبا مكتوبة للأطفال في بعض
أجزائها، وكأن كل شيء بسيط وواضح إلى حد رهيب، مع أنه في واقع الأمر لا يقال أي
شيء مهم أو معقد. وأعتقد أن كوميديا القصة تكمن في هذا، إذ إنني أرجو أن تكون
القصة طريفة.
ـ لماذا تروى القصة في المضارع لا في
الماضي؟
ـ يعلم الله وحده أسباب اتخاذ المرء هذه
القرارات. في القصة المروية في المضارع حسٌّ أدائي، كأنما يجري تمثيلها أمام
القارئ. لكن الزمن المضارع في اللغة الإنجليزية، في أغلب الحالات، وخلافا للغات
أخرى كثيرة، هو زمن يعبر عن التكرار. فعبارة "أنا أشرب الكوكا وآكل البطاطس
المقلية" تشير إلى دوام هذا الفعل أو تكراره. فحتى لو أن المرء يريد من هذا
الزمن المضارع السردي الإشارة إلى لحظة معينة، ينشأ أيضا ذلك الإحساس بأن هذه
اللحظة قد تحدث كل يوم، وبلا نهاية. وتحت ذلك كله، تطرح القصة سؤالا هو هذا: متى
سينتهي كل هذا الركود بين الزوجين؟
ـ "مواعيد النوم" سوف تظهر في مجموعتك
القصصية "توماس وماري: قصة حب" التي ستصدر في بريطانيا السنة القادمة.
هل يمكن أن تكلمنا عن منحنى العلاقة بين توماس وماري؟ (ولعل قراء ذي نيويوركر
يتذكرون الاسمين كأبوين لبطل قصتك "فيسبا" التي نشرت في المجلة في
أكتوبر. وفي تلك القصة كان الاثنان قد انفصلا)
ـ
يصعب عليّ أن أفعل هذا، فهدف المجموعة في الحقيقة هو اجتناب المنحنى الدرامي
المعتاد الذي يصادفه القارئ حتما في رواية. ففي رواية يقرؤها المرء عن علاقة
اثنين، ومهما تكن التفاصيل مبهمة، تبقى القصة في مجملها واضحة. أردت الإشارة إلى
أن العلاقة أشبه بقلعة قوطية لا نهاية لها، كثيرة الغرف، تتباين أشكال الغرف
وأساليب تأثيثها وأحوائها، فمنها الساخن ومنها البارد ومنها الخرب ومنها الذي لا
تزال الحياة ممكنة فيها. ويكون على القراء أن يحكموا بأنفسهم إن كان لذلك كله
معنى.
نشرت
القصة في ذي نيويوركر ونشرت الترجمة اليوم في شرفات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق