في 13 ديسمبر 2009 نشرت جريدة عمان تحقيقا متجرما مع عدد
من أهم روائيي العالم في ذلك الوقت، ونشر بعنوان "كيف تكتب رواية
عظيمة". في ما يلي إجابة كازو إيشيجورو
كيف تكتب رواية عظيمة
منذ أن كان مراهقا وحتى أصبح في منتصف العشرينيات
والروائي كازو إيشيجيرو يحاول بدون أن يصادفه النجاح أن يجعل من نفسه كاتب أغنيات.
وكان ذلك السعي المبكر هو الذي ساعده على تكوين أسلوبه السردي الموجز المعتمد على
ضمير المتكلم حيث يبدو الراوي على معرفة بأكثر ما يقوله أو تقوله.
إيشيجيرو ـ صاحب الروايات الست ومن بينها "بقايا
النهار" الحائزة على جائزة بوكر ـ "يقضي سنتين في البحث من أجل كتابة
رواية، ثم يكتبها في سنة. ولأن رواياته تروى بضمير المتكلم، فإن النبرة تكون عاملا
في غاية الأهمية، ولذلك فهو "يقيم روايته صوتيا" عن طريق كتابة بضع فصول
من وجهات نظر بضع شخصيات. وقبل أن يبدأ في تسويد المسودة الأولى، يعد ملفات من
الملاحظات والخرائط التي لا تكتفي بعرض الحبكة الأساسية بل وملامح السرد الدقيقة،
وعواطف الشخصية وذكرياتها.
الهوس بالتجهيز "يمنحني فرصة لجعل شخصياتي تخفي
معنى وتداري آخر حينما تقول شيئا وهي تعني شيئا آخر".
يجمع إيشيجيرو ملاحظاته ويكتب مسودة أولى بالقلم الرصاص.
ويراجعها بالقلم الرصاص، ثم يطبع النسخة المنقحة على الكمبيوتر، وفي هذه النسخة
الرقمية ينقح مرة أخرى، وفي هذه المرة قد يحذف كتلا ضخمة ربما تصل إلى مائة صفحة.
وبرغم كل العمل الأولي هذا، فإن بعض الروايات تتأبى على
الاكتمال، ومن ذلك رواية تدور أحداثها في بريطانيا العصور الوسطى. "عرضت على
زوجتي جزءا منها نقحته بعناية فقالت لي: إنه بشع. عليك أن تتبين اللغة التي
يتكلمون بها مع بعضهم البعض, إنهم يتكلمون لغة بلهاء".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق