مقهى المنفى
تسوق
كنت جالسة إلى مائدة المطبخ، في الصباح، والنور شاحب ولطيف، وكان هو يعد شيئا ما، شيئا لطيفا لكي أتناوله. قال «أريدك أن تأتي معي لنشتري مائدة. مائدة جديدة كبيرة لغرفة الطعام. مائدة كبيرة ولطيفة». فكرت أن هذا رائع، هيا نذهب لنتسوق معا، وسوف آخذه إلى ذلك المحل الجديد، محل الفساتين الجميلة الذي افتتح في شونهاوزر آلي، وأراهن أنه سوف يشتري لي فستانا جميلا. وسوف يبدو ضجرا لأن الرجال لا يحبون التسوق، ولكنه بالقطع سوف يشتري لي فستانا. ابتسمت وقلت «موافقة، ولكن لنحتفظ بهذه المائدة لأننا سنحتاجها عندما يصبح لدينا طفل. مهم أن تكون لديك مائدة في المطبخ عندما يكون لديك طفل، فبوسعه هكذا أن يجلس على المائدة بينما أنت تطبخ فيمكنك أن تبقي عينك عليه وهو يأكل أو يلعب أو أي شيء». فاقترب على الفور مني، وأمسك شعري باعتناء شديد، وقال «عندما تحملين سوف أمشط أنا شعرك بدلا منك، أليس كذلك؟ الحوامل يعانين وهن يمشطن شعورهن، صح؟» قلت «ولكنني لم أعان قط في تمشيط شعري. ولكن على أي حال سأجعلك تمشطه إن أحببت، يا عزيزي». فابتعد إلى الناحية الأخرى من المطبخ، ووقف في غاية الثبات، موليا لي ظهره، وهو يحبني من كل قلبه وظهره وقفاه.
حبا في المنظر
أخذني أبي في عيد ميلادي إلى محل فاو شوارتس لشراء دمية. كان هناك جميع أنواع الدمى، الكبيرة والصغيرة، الإسكيمو والصينية، دمى الأطفال ودمى النساء، والدمى العرائس بأثواب الزفاف الفاتنة، وهذه الدمية، دمية صبي يلبس زي سهرة كامل من طراز عتيق لا تنقصه حتى قبعة الأوبرا الحريرية. تناولته، فوجدت أنه مبلول. قلت ضاحكة «ولكنه مبلول تماما». قالت البائعة «لقد تضرر كثيرا من الفيضان». قلت «حسن، ربما يكون تضرر، ولكنني سوف آخذه مع ذلك» ومن هنا بدأت علاقة العمر مع الرجال في ثياب السهرة.
هذا الوجه
هذا الوجه وسيم لكن ضعيف، وبالذات الفم، شيء ما عصي على التحديد في هذه المساحة الزائدة قليلا فوق الشفة العليا، والبسمة الطفولية التي غالبا ما تضيع في ارتباك، والطريقة التي تزيغ بها العينان إلى الجانبين. إنه وجه شهي، آسر، وجه صبي لم يكبر قط، لكنه يشيخ. وجه، لعله، مثير للشفقة، مؤثر، فيه ملمح مأساوي. هو أحيان غامض، نسوي، لين، وأحيانا صلب قريب من القبح، وجه فلاح. أو مصقول كأنه وجه أمير. من بين بلايين الوجوه البشرية المختلف كل منها عن الآخر، والجميل كل منها بطريقته الخاصة، هذا هو الوجه الوحيد الذي يجعلني أعاني.
غبية
قبّلت زجاج شاشة التليفزيون البارد الأملس، أعرف أن هذا غباء، ولا يهمني، أنا أريد أن أكون غبية وأنا غبية، وسوف أبقى غبية كما أشاء. وأنا مصممة أن أصل إلى الحدود القصوى الخارجية للغباء الممكن. ليس بوسع أحد أن يراني، ولا أحد يعرف كم أنا غبية. ولكن هو يعرف، لأنني أقول له. أمس قبلت وجهك، وجهك اللذيذ، وجهك الطفولي السري الداكن، أنا غبية، أنا بجحة، أنا مجنونة تماما، أنا طموحة، وأنا مجاوزة لكل شيء أخيرا أخيرا أخيرا
تجربة فكرية
أحيانا عندما أتشاجر مع زوجي أدخل على الإنترنت وأبحث عن عشاقي القدامى. أنظر إلى صورهم وأقرأ كلمات قليلة من سيرهم الذاتية، وأذكّر نفسي بمزاياهم العديدة. هذا كان رائعا في التقبيل، يستطيع أن يدوخ أي بنت في ثلاث ثواني، وذلك كان بارعا في المجاملات الاستثنائية الرومانتيكية برعب. أحاول أن أتخيل كيف كان يمكن أن يكون شكل حياتي لو كنت لا أزال مع واحد من هؤلاء. ويجب أن أعترف أنه من بين هؤلاء المجانين والمزعجين، والجذابين مع ذلك، بل والجذابين بسبب ذلك، ومن بين كل الرجال الذين عرفتهم في حياتي، زوجي هو آخر من يمكن رفضه. وذلك مجرد سبب من أسباب استمرار زواجنا.
جريس أندريكي روائية وشاعرة ومسرحية أمريكية المولد، تعيش في إنجلترا. من أعمالها روايات: «الشعر والخوف» و»موسيقى للأوركسترا الزجاجي» و»هوّن على قلبي» (التي فازت بجائزة الكتابة الأمريكية الجديدة) و»سونتات فردوسية».
(1) الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية
نشرت هذه النصوص في عدد أخير من شرفات http://www.omandaily.com/10/malaheq/thaqfi/shurfat3.htm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق