هذه
ليست ثورة
(2ـ2)
حسين أغا ـ روبرت
مالي
هذه
ليست ثورة
(2ـ2)
حسين أغا ـ روبرت
مالي
محمد
مرسي بريشة جون سبرنجز
|
الإخوان المسلمون سادوا. رئيس مصر حديث
الانتخاب من صفوفهم. ويحكمون في تونس. ويسيطرون على غزة. وفازوا في المغرب. وفي
سوريا والأردن أيضا، قد يكون وقتهم وشيكا.
الإخوان المسلمون سادوا: ثلاث كلمات
ثقال، قبل زمن غير بعيد ما كانت تخطر على بال ولا تمر على لسان. احتمل الإخوان
ثمانين عاما من العمل تحت الأرض وفي الخنادق، ومن الملاحقة، والتعذيب، والقتل،
والإرغام على التنازلات. لقد كان الصراع بين الإسلامية والقومية العربية طويلا
وملتويا ودمويا. فهل حانت له نهاية؟
لقد جاءت الحرب العالمية الأولى وما
أعقبها من صعود للمد الإمبريالي الأوربي فأنهيا أربعة قرون من الحكم العثماني
الإسلامي. وبصورة متقطعة وغير منتظمة، سيكون القرن التالي هو قرن القومية العربية.
ولقد كان ذلك بالنسبة للكثيرين استيرادا غربيا غير أصيل ولا طبيعي ولا مألوف، كان
باختصار انحرافا لا غنى عن تقويمه. وجد الإسلاميون أنفسهم مرغمين على تعديل رؤاهم
والاعتراف بحدود الدولة الوطنية والحكم اللاديني. ولكنهم بقوا يستهدفون الزعماء
القوميين وخلفاءهم المشوهين.
في العام الماضي، ساعد الإسلاميون في
الإطاحة برئيسي تونس ومصر، وهما الخليفتان الباهتان للقوميين الأصليين. ولكن كان
في أذهان الإسلاميين خصوم أجدر وأخطر. صحيح أنهم حملوا على بن علي ومبارك، ولكنهم
كانوا يرون من ورائهم الأبوين المؤسسين: الحبيب بورقيبة وجمال عبد الناصر. وظنوا
أنهم قوَّموا مسار التاريخ. وأحيوا حقبة مسلمون بلا حدود musulmans sans
frontières.
ما الذي سوف يعنيه ذلك كله؟ إن
الإسلاميين نافرون من فكرة مشاركة السلطة التي دفعوا ثمنها غاليا، ومن فكرة التنازل
عن مغانم نالوها بصبر طال. ولا بد لهم من تحقيق التوازن بين أعضائهم المنتظمين المتذمرين،
والمجتمعات المتوترة المحيطة بهم،
والمجتمع الدولي الذي لم يحسم بعد أمره فيهم. وهم بين إغراء يشدهم إلى توجيه ضربات
سريعة، ورغبة في طمأنة الشعوب تشدهم في اتجاه معاكس. ولسوف يؤثرون ـ في العموم ـ
تجنب الإكراه، وتنبيه الشعوب إلى طبيعتهم الإسلامية بدلا من أن يفرضوها عليهم فرضا
من أعلى. سيحاولون تحقيق كل شيء: الحكم، إحداث تحولات اجتماعية هائلة،
والصدق مع أنفسهم دون أن يمثلوا تهديدا للآخرين.
ويقترح الإسلاميون صفقة. في مقابل الحصول
على العون الاقتصادي والدعم السياسي، لن يقوموا من جانبهم بتهديد ما يتصورون أنه
يمثل المصالح الغربية الجوهرية: أي الاستقرار الإقليمي، وإسرائيل، والحرب ضد
الإرهاب، وتدفق الطاقة. لا خطر على الأمن الغربي. لا حرب تجارية. موقعة الدولة
اليهودية يمكن أن تنتظر. وينصب التغيير على الصياغة البطيئة الواثقة للمجتمعات
الإسلامية. قد تعرب الولايات المتحدة وأوربا عن القلق بل وعن السخط بسبب ذلك
التحول الداخلي. ولكنهما ستتجاوزان ذلك تجاوزهما للأصولية السافرة في العربية
السعودية. يشعر الإسلاميون أن المقايضة (القائمة على أن نراعي احتياجاتكم على أن
تتركونا نراعي احتياجاتنا) حيلة ناجحة. وبالنظر إلى التاريخ منذا الذي يمكن أن
يلومهم؟
لقد كان من أسباب الإطاحة بمبارك أنه
اعتبر تابعا أكثر مما ينبغي للغرب، ولكن الإسلاميين الذين خلفوه قد يكونون أشد منه
لطفا مع الغرب، بسبب طول أمد الصفقة. وهم يحسبون أنهم يمكن أن ينجوا مما لم ينج هو
منه. فمبارك وقد تعرى من العباءة القومية لم يجد ما يتكئ عليه، فكان محض أوتقراطي
عار. في حين أن للإخوان المسلمين بالمقارنة معه برنامجا أوسع بكثير ـ برنامجهم
أخلاقي اجتماعي ثقافي. والإسلاميون يشعرون أنهم لا يزالون قادرين على اتباع
قناعاتهم حتى إذا لم يخلصوا في العداء للغرب. بوسعهم أن يعتدلوا، أن يتلطفوا، أن يتريثوا.
خلافا لحلفاء الغرب المقربين الذين حل
الإسلاميون محلهم، سمعنا الإسلاميين بالأمس وهم يدعون الناتو إلى التدخل العسكري في ليبيا، واليوم في سوريا التي يتمنون
أن يستولوا على الحكم فيها غدا. فبوسع المرء أن يستغل الكفار القادمين من بعيد
والذين لن يبقوا هنا طويلا للتخلص من الكفار المحليين الذين طاردوا الإسلاميين على
مدار عقود. أما رفض التدخل الأجنبي ـ الذين كان من العمد الراسخة في مرحلة ما بعد
الاستقلال ـ فلم يعد هو الحاكم اليوم. بات منبوذا، منظورا إليه بوصفه من آليات
الثورة المضادة.
ما سعت الولايات المتحدة عقودا للحصول عليه
بالتدخل وبالفرض، قد تحصل عليه الآن بالإذعان: وما الذي سعت إليه الولايات المتحدة
إلا أنظمة عربية لا تتحدى مصالح الغرب؟ لا عجب إذن أن يكون كثيرون في المنطقة على
قناعة بأن أمريكا كانت متورطة في نهضة الإسلاميين، بوصفها شريكا هادئا في كل ما كان
يجري.
إسرائيل تواجه صحوة الإسلام أني تولي
وجهها، صحوة النضال، صحوة الراديكالية. الحلفاء السابقون ذهبوا، وجاء عهد سيادة
الخصوم السابقين. ولكن للإسلاميين أهدافا مختلفة وأكثر اتساعا. فهم يتمنون الدفع بمشروعهم
الإسلامي، وذلك معناه توطيد حكمهم أينما يستطيعون، والامتناع عن إقصاء الغرب،
واجتناب الصدامات المبكرة الخطرة مع إسرائيل. وفي ظل هذا المخطط يبقى وجود دولة
يهودية أمرا مقبولا، ولكن هذه قد تكون القطعة الأخيرة في لعبة المكعبات، القطعة
التي ربما لن تقترب منها مطلقا يد اللاعبين.
إن السعي إلى إقامة دولة فلسطينية
مستقلة ذات سيادة لم يكن في يوم من الأيام في قلب المشروع الإسلامي. حماس ـ وهي
الصفحة الفلسطينية من كتاب الإخوان المسلمين ـ لديها خطط أعظم وأقل تقيدا بالمناطق
الفلسطينية وغير قابلة للتحقق فوريا. وعلى الرغم من التغيرات التي طرأت على حماس،
وعلى الرغم من تطورها السياسي، إلا أنها لم تنحرف قيد أنملة عن رؤيتها الأصلية ـ
وهي أن الدولة اليهودية تفتقر إلى الشرعية وأن جميع أراضي فلسطين التاريخية هي في
جوهرها إسلامية. ولو لم يكن توازن القوى الراهن معك الآن، فلتنتظر، ولتفعل ما في
وسعك لمعالجة الفارق [في القوى]. وما عدا ذلك مجرد تكتيكات.
إنما كانت القضية الفلسطينية محورا
للحركة القومية الفلسطينية. واعتبارا من أواخر ثمانينيات القرن الماضي بات الهدف
المعلن للحركة هو إقامة دولة ذات سيادة في الضفة الغربية وغزة وشرق القدس. وكل
البدائل الأخرى ـ حتى المؤقتة منها ـ لقيت رفضا واضحا. قد تكون خطة الإسلاميين أشد
طموحا بل وإسرافا في الطموح لكنها أشد مرونة وليونة. وبالنسبة لهم، فإن دولة ضئيلة
مبتورة محاطة بإسرائيل معتمدة على عطفها متوقفة على اعتراف منها، وتضمن نهاية
للصراع، هي دولة لا تستحق القتال من أجلها.
بوسع الإسلاميين أن يتعايشوا مع نطاق من
الترتيبات العابرة: اتفاقية مؤقتة، هدنة طويلة الأجل، اتحاد كونفدرالي محتمل بين
الضفة الغربية والأردن مع انتقال غزة إلى مصر. كل ذلك سوف يزيد من أسلمة المجتمع
الفلسطيني. وكل ذلك سيسمح لحماس أن تلتفت إلى أجندتها الاجتماعية الثقافية
الدينية، أي دعوتها الحقة. كل ذلك سوف يسمح لحماس أن تستبقي الصراع مع إسرائيل دون
أن تخوضه. وليس في ذلك كله ما يمثل خرقا لقناعات حماس الجوهرية. هو فقط يرجئ هدفها
النهائي ويعلقه. ويوما ما، سيأتي زمان فلسطين، والقدس. لكن ليس الآن.
في عهد الإسلامية العربية، قد تجد
إسرائيل أن عناد حماس المزعوم أهون من اعتدال حماس الظاهري. وعلى الرغم من أن إسرائيل
خائفة من الصحوة الإسلامية، إلا أن التهديد الأقرب والأكبر قد يأتي من الحركة
الوطنية الفلسطينية. ذلك أنه لم تبق ثمة من طاقة في مشروع الاستقلال المرتبط
بالسياسات القديمة والزعامات العتيقة البالية، ذلك المشروع الذي استهلك نفسه.
وبذلك لن تكون لفتح ومنظمة التحرير الفلسطينية من مكان في العالم الجديد. وحل
الدولتين لم يعد هما أساسيا لدى أحد، وقد تنتهي فترة صلاحيته لا بسبب العنف،
والمستوطنات، ودور أمريكا غير المستند إلى الخبرة، بل بسبب اللامبالاة.
غير أننا لسنا قريبين بأية حال من حقبة
إسلامية تلتقط ما خلفته الإمبراطورية العثمانية وتطوي صفحة القومية. فلقد ازدهرت
حركة الإخوان المسلمين وهي في المعارضة، وسبب ازدهارها الأكبر هو السرية والصبر
الشديد والطاعة الداخلية الأكيدة. ولقد حققت نفوذها وتأثيرها على مدار سنين من
العمل والنضال. وبمجرد أن يتنافس الإسلاميون على السلطة، لا يعود ثمة نفع لكثير من
أسباب قوتهم. فعليهم الآن أن ينفتحوا لأن السياسة تستوجب الشفافية، وأن يعدلوا من
أنفسهم بسرعة لأن التغير بالغ السرعة، وأن يتماشوا مع التنوع القائم بين صفوفهم
لأن النظام صار أكثر تعددية.
على الإسلاميين الحاكمين في تونس أن
يتوصلوا إلى خيار فيما يتعلق بموضع الإسلام من الدستور، ولو أنهم اختاروا نتاجا
أميل للاعتدال فسوف يصيبون السلفيين بالغيظ والحنق، ويعجزون في الوقت نفسه عن
طمأنة غير الإسلاميين، ويتسببون في إرباك وحيرة ما لا حصر له من أتباعهم هم. وها
هم الإخوان المسلمون في مصر يواجهون هجمات من العلمانيين لإقحامهم الدين في كثير
من مجالات الحياة العامة، وهجمات من السلفيين لعدم احتواء الدين بالقدر الكافي.
أما أعضاء الجماعة أنفسهم فينشقون لينضموا إما إلى تيارات من الإسلامية أكثر
اعتدالا أو أكثر تشددا. وتأكيد الجماعة على اقتصاديات السوق الحرة وعلى الطبقة
الوسطى لا يفلح مع المعوزين.
إن لغة الإسلاميين الجديدة، بتأكيدها
حتى الآن على الحرية والديمقراطية والانتخابات وحقوق الإنسان تحظى بثناء من الغرب،
وبتشكك من المنتقدين. وقد لا تكون هذه جميعا إلا كلمات، ولكن للكلمات شأنها
وأهميتها، فبوسع الكلمات أت تعيش حياتها بمفردها، وأن تدفع إلى تغييرات سياسية،
وأن تجعل التراجع صعبا. وفي هذه المرحلة بوسع الإخوان المسلمين أن يكونوا الحزب
الذي يزعمون أنهم إياه، وفي هذه الحالة ما الذي سوف يبقى من إسلاميتهم؟ أم أن
الجماعة تؤثر الاستمرار كحركة مثلما كانت، وفي هذه الحالة ماذا يبقى لها من
برجماتيتها؟ إن جماعة الإخوان المسلمين تاريخيا هي تنظيم عابر للوطنية، وهذا
التنظيم الآن لم يعد يتكلم بصوت واحد داخل الحدود وخارجها. فلكل فرع الآن أولوياته
وهمومه السياسية المختلفة، بل والمتنافسة.
يواجه الإسلاميون كذلك ورطات السياسة
الخارجية. فحزم مصر الجديد وسعيها إلى امتلاك دبلوماسية أكثر استقلالا، قد يضع
عراقيل في طريقها مع الغرب. وقراراها الظاهري بتعليق مواقفها المعادية للغرب
المعادية لإسرائيل فيه مخاطرة بالانفصال عن جمهورها. ذلك أن كثيرا من المصريين
يحلمون بما هو أكثر من مبارك متجمل بآيات القرآن.
لقد ازدهر الإسلاميون في المعارضة لما
كان بوسعهم أن يلوموا الآخرين، وقد يعانون في السلطة عندما يلومهم الآخرون. فإن هم
خففوا من شدة أجندتهم الداخلية والخارجية فقدوا أعضاءهم، وإن انتهجوها انقطع ما
بينهم وبين غير الإسلاميين والغرب. إن هم أرجأوا النضال ضد إسرائيل، سيبدو خطابهم
في واد وسياستهم في واد، وإن هم بدأوا النضال، ستبدو سياستهم خطرا على حلفائهم في
الغرب. إن هم أوضحوا أن اعتدالهم مجرد تكتيك كشفوا أنفسهم، وإن هم بقوا صامتين
أربكوا قواعدهم. وثمة الكثير للغاية من المتناقضات التي عليهم أن يوازنوا بينها في
هذا السباق الأولمبي للجري على الحبل. إن قوة الإسلام السياسي تأتي أساسا من عدم
ممارسته. ونجاحه مؤخرا قد لا يكون إلا مؤشرا على قرب سقوطه. كم كانت الحياة أبسط
على الجانب الآخر.
وسط هذه الفوضى وغياب اليقين، ليس ثمة
من يقدم رؤية أصيلة ومألوفة للمستقبل إلا الإسلاميون. قد يفشلون أو يترنحون، ولكن
من الذي سوف يرتدي من بعدهم عباءة الحكم؟ القوى اللبرالية ضعيفة، ليس لها غير
تأييد شعبي بسيط، وليس لها تقريبا أي ثقل تنظيمي. بقايا النظام السابق يعرفون
أساليب الحكم ولكنهم فيما يبدو منهكون ومستهلكون. ولو انتشرت القلاقل، وتعمقت
الأزمة الاقتصادية، فقد تفيدهم موجة نوستالجيا [حنين إلى الماضي]. ولكنهم يواجهون
عقبات أكيدة، ولا يملكون إلا حجة واهية هي أن الماضي كان سيئا ولكن الحاضر أسوأ.
لا يبقى إذن غير فريق من القوميين
وأعداء الإمبريالية واليساريين القدامى والناصريين. وأيديولوجية هؤلاء هي
الأيديولوجية التي لم يكن مسموحا بغيرها في العالم العربي والتي أنشأها المناضلون ضد
الاستعمار ومن حلوا محل قوى الاستعمار. ولقد ظهرت أفكار مماثلة، بعفوية ولكن
بوضوح، بين متظاهري الشهور الماضية أيضا ممن كانوا يتكلمون عن الكرامة والاستقلال
والعدل الاجتماعي، وهكذا يكونون استعاروا من القاموس الأيديولوجي شأنهم شأن الذين
تظاهروا ضدهم وأطاحوا بهم.
هذا المظهر "التقدمي" غير
الإسلامي له جذور وجاذبية وله جنود مجندة، ولكنه يفتقر إلى التنظيم والموارد
ويعاني من تشوهات عميقة ألحقتها به أجيال فاسدة مارست الحكم باسمه. فهل بوسعه أن
يخلق نفسه خلقا جديدا؟ لو أن الإخوان المسلمين استهانوا بمشاعر الناس الوطنية،
وتجاهلوا طموحهم إلى العدل الاجتماعي، لو أنهم فشلوا في ممارسة الحكم ممارسة
فعالة، قد تظهر حينئذ طاقة ومنفرج، وتستطيع الرؤية التقدمية القومية أن ترجع من
جديد إلى المسرح.
هناك فيديو منتشر لجمال عبد الناصر وهويسلي الجماهير بقصة لقاء بينه وبين مرشد الإخوان المسلمين. يطلب منه المرشد أن
يجبر النساء على ارتداء الحجاب. فيسأله الزعيم المصري إن كانت ابنته محجبة؟ ويجيب
المرشد بالنفي. وحينئذ يقول ناصر: إذا كنت غير قادر أن تسيطر على ابنتك، فكيف
أسيطر أنا على عشرة ملايين من نساء مصر؟ ويضحك ناصر وتضحك الجماهير، ذلك ما كان في
مطلع الخمسينيات، أي قبل أكثر من نصف قرن. واليوم يستشعر المرء توقا مريرا إلى مثل
تلك الطرافة والشجاعة. والتاريخ لا يتحرك إلى الأمام.
هل كان القرن الفائت انحرافا شاذا عن
طريق العالم العربي الأصيل، طريقهم الإسلامي؟ أم أن ولادة الإسلاميين الجديدة
اليوم هي ردة شاذة وعابرة إلى ماض عفا عليه الزمن؟ أيهما الانحراف عن الطريق،
وأيهما الطريق الطبيعي؟
عن
ذي نيويورك رفيو أوف بوكس
نشرت هذه الترجمة صباح اليوم السابع عشر من نوفمبر في جريدة عمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق